تقرير – إيمان أشرف
رغم الجهود المبذولة من الجمعيات والمنظمات والقوانين الرادعة لحماية الأطفال من التحرش والاستغلال، إلا أن جريمة بشعة في هتك عرض أحد الأطفال هزّت المجتمع وأشعلت موجة غضب شعبي واسع، وسط تضامن كبير مع الطفل وأسرته، في محاولة لوقف هذه الانتهاكات ومكافحة الفساد.
نظرت محكمة جنايات دمنهور بالدائرة الأولي، المنعقدة في محكمة “إيتاي البارود” في محافظة البحيرة، أولي جلسات محاكمة “صبري. ك.ج.ا”، 79 عامًا، يعمل مراقب مالي بـ مدرسة خاصة للغات بمدينة دمنهور، وذلك لاتهامه بالتعدي على طفل داخل أسوار المدرسة عدة مرات لمدة سنة كاملة.
وكانت البداية أحداث الواقعة بملاحظة والده الطفل “ي.م.ع”، يبلغ 5 أعوام، بعض الاضطرابات النفسية والجسدية على نجلها، وعند إلحاحها عليه، أقر بتعرضه للتحرش والاغتصاب على يد المتهم “صبري. ك.ج.ا”، 79 عامًا، يعمل مراقب مالي بـ مدرسة خاصة للغات بمدينة دمنهور، بمساعدت احدى العاملات، وعند معرفه مديرة المدرسة قامت باستدعاء الموظف وأعطت الطفل عصاه، وامرته بضرب الموظف كنوع من أنواع العقاب له.
حيث قد تمت الجريمة من داخل إحدى المدارس الخاصة بدمنهور في محافظة البحيرة، وتكررت عدت مرات بمساعدة موظفين فيها، وما زاد من غضب الشعب أن المتهم طاعن رجل في السن، وقام بذلك بمساعدة إحدى العاملات وتستر مديرة المدرسة عليه، وذلك حسب أقوال المجني عليه ووالدته.
ولم يستكفي الموظف من فعلته الأولى، بل كان يتردد بالاعتداء على الطفل مرارًا وتكرارًا داخل دورة المياه وفي إحدى السيارات بالجراچ، مهددًا إياه بالقتل والتعذيب، حيث كانت العاملة تأخذ المجني عليه من الحجرات الدراسية إلى الموظف وتظل بانتظاره لحين الانتهاء من فعلته، وتقوم بتعديل ملابسه وإعادته للحجرة من جديد.
رفضت مديرة المدرسة والموظف بشدة الاتهامات الموجهة إليهما وذلك عند تقديم البلاغ، حيث أنكرت المديرة بشكل قاطع أي صلة للموظف بالواقعة، مؤكدة أنه لم يكن على قوة العمل رسميًا وقت وقوع الحادث، في محاولة لنفي أي مسؤولية عنهما.
وقرر المستشار محمد الحسيني المحامي العام لنيابات وسط دمنهور الكلية، إحالة المتهم لمحكمة جنايات دمنهور، بتهمة هتك عرض الطفل “ي.م.ع”، يبلغ 5 أعوام، في القضية رقم 33773 لسنة 2024 جنايات مركز دمنهور، والمقيدة برقم كلي 1946 لسنة 2024 جنايات كلي وسط دمنهور، وبناءًا علي ذلك يكون المتهم قد ارتكب الجناية المعاقب عليها بالمادة 261 / 201 من قانون العقوبات.
وقد ظهر الطفل المجني عليه بماسك سبيادر مان داخل محكمة جنايات دمنهور، كمحاولة لإخفاء هوايته، تمهيدًا لمحاكمة المتهم بالاعتداء عليه، وذلك على بعد وصول الأسرة إلي محكمة الجنايات وسط إجراءات أمنية مشددة، لنظر أولى جلسات محاكمة المتهم.
وقررت المحكمة الاستجابة لطلبات الدفاع عن الطفل، بـ تعديل القيد والوصف فى القضية، وتغيير قرار الإحالة من الاعتداء على الطفل بغير قوة، إلى الاعتداء بالقوة تحت التهديد.
وباستماع محاكمة جنايات دمنهور إلى أقوال والده الطفل ياسين، وأيضًا أقوال المتهم فى القضية، والذى نفى جميع التهم الموجهة إليه، أصدرت حكمها بالسجن المؤبد على المتهم بالتعدي على الطفل ياسين بعد أن كان أقصى عقوبة بالمادة المحال بها المتهم السجن 7 سنوات، في أولى جلساتها.