إعادة النظرفي رؤساء المؤسسات الثقافية ، ومواجهة الفساد ، وتطوير المؤتمر العام لأدباء مصر ، والنهوض بالثقافة لمواجهة التطرف والإرهاب .. أهم مسئوليات ” إيناس عبد الدايم ” وزيرة الثقافة
بقلم / نبيل مصيلحي
هل ستحقق ” إيناس عبد الدايم ما لم يحققه الرجال الذين اعتلوا كرسي وزارة الثقافة من قبلها ..؟! أحاول قتل الشك في نفسي وأهزم ظني وهاجسي ، تجاه المرأة المسئولية وتوليها مناصب خطيرة في الدولة ، خاصة والتي ستكون مسئولة عن مؤسسة من كبريات مؤسسات الدولة ، مؤسسة ليست بالصغيرة ، أو اليسيرة ، أو يمكن تجاهلها ، بل هي مؤسسة كبيرة وخطيرة تمثل بأنشطتها الثقافية والفكرية والفنية والوجدانية ، القوى الناعمة التي يمكن من خلالها مواجهة التطرف والعنف والإرهاب ، وهي داعم قوي لإحداث نهضة في تاريخ الثقافة في مصر المستقبل ، وهي أيضا تحمل على عاتقها مسئولية تثقيف وتقويم الفكر والوجدان ليتوافق مع مجريات الحياة الثقافية في العالم ، حتى لا تطحن الأفكار تحت ضروس الجهالة ..!! لا يهمني ما سبق لــ ” إيناس عبد الدايم ” كونها كانت مديرة الأوبرا وحققت الكثير من النجاحات على المستوى الفني ، فهذا الكيان ــ الأوبرا ــ ما هو إلا جزء من كيان كبير من كيانات وزارة الثقافية .. والمهم ما يهم الواقع الثقافي هو تواجدها بالشكل والمضمون الفاعل ، لإعلاء قيمة الثقافة المصرية ، وأن لا يقتصر دورها على الاحتفالات والتكريمات والسفر هنا وهناك خارج حدود الوطن ، وترك الداخل يترنح ، كما ترنح في عهد من سبقوها .. والذين جعلوا الثقافة بلا عقل وبلا ضمير ، لقد وضعوها تحت أحذية الأفكار الطائشة والوافدة التي لا تحمل هويتنا المصرية ، فتاهت في دهاليز التفاهة ، وأدت إلى لجوء الشباب إلى التطرف والعنف والإرهاب ..!! أنا لا أحمِّل الثقافة وحدها مسئولية هذا ، ولكن هي منوطة مع مؤسسات أخرى لمواجهة الثقافات الوافدة والمتطرفة ، بما تقدمه من أنشطة على جميع المستويات الثقافية ..!! ” إيناس عبد الدايم ” لن تجد الطرق ممهدة الحرير ، ولكن عليها أن لا تتمسك بالجلوس طوال الوقت على كرسي الوزارة ، إنما عليها التحرك ومواجهة مسالب الواقع الثقافي ، فيجب عليها إلقاء النظر على كل المحافظات ، وعليها فتح ملفات الإنشاءات المتأخرة ، وكيفية البناء على الأراضي المخصصة للثقافة في المدن والقرى ، عليها مواجهة الفساد في المؤسسات الثقافية ، وعليها إعادة النظرفي رؤساء المؤسسات الثقافية ، والمديريات ، ومواجهة الفساد ، وسماع شكاوي المظلومين ، وإعادة النظر في المؤتمر العام لأدباء مصر وتطويره أوإلغائه ، أيهما يحقق المنفعة العامة ، وإعادة النظر في رؤساء السلاسل الأدبية والثقافية ، ومجلات الثقافة ، والإطاحة بالتشكيلات القديمة للجان التحكيم في النشر والمسابقات ..!!