تحقيق – آية عاشور
تتسارع عجلة الزمن، وتتعالى فيه صرخات الوجع من قلب البيوت والشوارع، أصبح الواقع أشبه بكابوس يتكرر على مسامعنا كل يوم، جرائم أسرية تهز الضمير، وانفلات أمني تغذيه المخدرات والسلاح، وأرواح بريئة تُزهق وسط دوامة العنف والاضطرابات، هذا التحقيق يرصد وقائع صادمة من صميم المجتمع المصري، تجسد انهيار بعض القيم، وتطرح تساؤلات مريرة حول حال الإنسان.
شهدت مدينة سمالوط بمحافظة المنيا جريمة مأساوية، بعدما أقدم مسن على قتل ابنته، باستخدام آلة حادة، قبل أن يتناول أقراصًا مجهولة المصدر محاولًا إنهاء حياته، وذلك بحجة ترددها لأشقائها بإصابة والده بإضطرابات نفسية، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى، ونقل المتهم إلى مستشفى سمالوط النموذجي، ثم تحويله إلى مستشفى المنيا الجامعي لاستكمال العلاج.
أقدمت سيدة تُدعى “م.أ”، من أحد عزب كفر عوض بالزقازيق في محافظة الشرقية، ببلاغًا رسميًا ضد اثنين من أبنائها، متهمة إياهما بالتعدي عليها جسديًا ونفسيًا، ومحاولة إجبارها على مغادرة منزلها باستخدام أساليب ملتوية،
وعقب تقنين الإجراءات وباجراء التحريات الأولية، تبين أن الابنين مارسا ضغوطًا مكثفة على والدتهما بهدف الاستيلاء على كامل الميراث، وحرمان بقية أشقائهما من حقوقهم الشرعية “الميراث”، في مشهد يعكس قسوة الصراع العائلي على المال والممتلكات.
لقى طالب في العقد الثالث من عمره بكلية الطب جامعة الأزهر مصرعه، إثر سقوطه أسفل عجلات القطار أثناء محاولته الصعود إليه، بدائرة مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى أبو كبير المركزي تحت تصرف النيابة العامة.
ضباط قسم الإطفاء بإدارة شرطة الحماية المدنية بمديرية أمن الغربية، يتمكنوا من السيطرة على حريق هائل نشب داخل شونة ملحج القطن بطنطا، في محافظة الغربية.
تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، من كشف ملابسات ما تم تداوله خلال مقطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي يظهر خلاله بعض الأشخاص يحملون أسلحة بيضاء بمنطقة سيدي بشر، بدائرة قسم شرطة أول المنتزة، بمحافظة الإسكندرية.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط وتحديد 4 عاطلين “لهم معلومات جنائية”، يقيمون بدائرة القسم المشار إليه، وعثر بحوزتهم على كمية من “مخدر الآيس، 4 أسلحة بيضاء، مبلغ مالي، هاتف محمول، وبمواجهتهما اعترفوا بارتكاب الواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، من العثور على جثة رضيع، بداخل صندوق قمامة، بدائرة قسم شرطة قنا، بمحافظة قنا، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى قنا العام، تحت تصرف النيابة العامة.
ما بين أب يقتل فلذة كبده، وأبناء يعقون أمهاتهم، وعاطلين يتاجرون بالموت في شوارعنا، تتراكم الحكايات المؤلمة وتزداد الفجوة بين ما كنا عليه وما أصبحنا عليه، هي ليست مجرد جرائم فردية، بل مؤشرات خطيرة على خلل اجتماعي عميق يستدعي وقفة جادة، وتكاتفًا حقيقيًا من كافة المؤسسات والأسرة والمجتمع، فالأمن لا يتحقق فقط بالسلاح والقانون، بل بالتربية والوعي، وبزرع الرحمة قبل الردع، علينا أن نعيد النظر في جذور هذه الظواهر، وأن نعمل على إنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا، قبل أن تبتلعنا العناوين السوداء تمامًا.