كتبت –الآء دسوقى
معاناة حقيقة يعيشها أهالي قرية جهينة البحرية التابعة لمركز ومدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، بعدما تحولت مشكلة الصرف الصحي إلى أزمة يومية تهدد حياة الأهالي، وسط أجواء من النوم الثبات من المسئولين.
في البداية أكد (علي حمدان) أنه برغم مرور أكثر من 20 عامًا على مطالباتهم بمشروع صرف صحي إلا أن المشروع لم ينفذ حتى الآن، لتظل القرية غارقة بين وعود مؤجلة وواقع مؤلم يفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وأضاف (حمدان) أن الأزمة لم تعد مجرد مشكلة خدمات، بل أصبحت تهدد الصحة العامة داخل القرية، حيث تختلط مياه الصرف بمنازل المواطنين وتنتشر الروائح الكريهة، ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة.
ومن خلال إنفراد صحفي أكدت الأهالي أن غياب الصرف الصحي يحرمهم من حقوق أساسية أخرى، مثل دخول الغاز الطبيعي وتطوير شبكات الطرق، وهو ما جعل القرية خارج حسابات التنمية منذ سنوات طويلة.
قال (محمود يونس) “إنهم لجأوا مرارًا وتكرارًا إلى الشكاوي دون جدوى، موضحين أن القرية تفتقر إلى محطة صرف صحي تربطها بالشبكة القريبة من بحر البقر، رغم وجود بنية تحتية ومواسير جاهزة، الأمر الذي جعلهم يعتمدون على جرارات الكسح التي ترهق ميزانيات الأسر الفقيرة، حيث تبلغ تكلفة الكسح نحو 100 جنيه في المرة الواحدة، وهو ما يفوق طاقتهم.
كما في نفس السياق أوضح (محمد سعيد) إستياءه في كلمات مؤلمة “بقالنا 20 سنة بنطالب بالصرف الصحي، لكن مفيش حد سمع صوتنا، إحنا غلابة، نصرف على الصرف ولا على بيوتنا”.
ومن جانبه اضافت الحجه (نعمات عليوه) “كل يوم نعيش في قلق، خوف على أولادنا من انتشار الأمراض، ومحدش من النواب بص علينا”.
كما أشار(صلاح محمود) أنهم سمعوا خلال الشهور الماضية عن تحويل قريتهم لمبادرة “حياة كريمة “، لكن حتى الآن لم يروا أي خطوات على أرض الواقع، مضيفا: إحنا آخر مرة قالوا لنا اتحولتوا على حياة كريمة من 6 شهور، بس فين التنفيذ، حياتنا مش محتاجة كلام، محتاجة فعل.
اختتم (محمود عصام) اللقاء بكلمات لا تحمل سوى العجز وقلة الحيلة “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، أنظروا إلينا بعين الرحمة، إحنا مش طالبين رفاهية.. طالبين صرف صحي يحفظ كرامتنا وصحة أولادنا “.
الأزمة لم تتوقف عند الصرف الصحي فقط، بل امتدت إلى خدمات أساسية أخرى، فمشروع الغاز الطبيعي متوقف بسبب غياب شبكة الصرف.
ورصيف السكة الحديد اضطر الأهالي إلى إنشائه على نفقتهم الخاصة بتكلفة وصلت إلى 300 ألف جنيه، فيما يعانون أيضًا من ضعف الكهرباء ليلًا، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
ومن هنا كانت الشرارة التي بدأ من خلالها أهالي قرية جهينة البحرية التابعة لمركز ومدينة فاقوس مناشدة المهندس حازم الأشمونى محافظ الشرقية والمهندس محمد عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالشرقية، بضرورة التدخل الفوري لإنهاء معاناتهم، مؤكدين أن مطالبهم ليست مستحيلة، بل هي حق أساسي يضمن لهم حياة كريمة.