كتبت – إنچي عادل
لم تكن الطالبة صاحبة السابعة عشر عامًا على دراية بما ستؤول إليه علاقتها العاطفية الواهية مع مدربها، فسقطت فريسة سهلة في بحر من الكلمات المعسولة والوعود الزائفة، حتى اصطدمت بالحقيقة المروعة.
“هطلب إيدك قريب” كانت هذه الجملة بداية الحكاية، وعلى غرار واقعة “عنتيل المحلة”، أوهم تلميذته في إحدى المدارس الخاصة بأنها أسرت قلبه وأصبحت حبه الأول والأخير، مؤكدًا لها أن الاقتراب منها هو حلم حياته، ولم تكن الطفلة القاصر تدرك أن خلف هذه الكلمات يكمن نية خبيثة، وأن مشاعر مدربها لم تكن سوى وسيلة لتحقيق غرض غير مشروع، حيث استغل ثقتها وبراءتها، وأقنعها بأنها أصبحت زوجته، لتقع في فخه دون وعي أو إدراك.
ومع مرور الوقت، بدأت الفتاة تلاحظ تغير نبرة حبيبها المزعوم، وتملصه من وعوده، وعلى رأسها “هاجي وأطلب إيدك من بابا”، تغيرت كلماته، واختلفت تصرفاته، ما دفعها إلى الاعتراف بما حدث لأسرتها، الأب لم يتردد، واصطحب ابنته إلى قسم شرطة الهرم، حيث حرر بلاغًا ضد المدرب، مطالبًا بسرعة القبض عليه وتقديمه للعدالة، وبالفعل استهدفت قوة أمنية محل إقامته وألقت القبض عليه، لكنه أنكر الاتهامات قائلًا: “دي عيلة صغيرة بتتفرج على مسلسلات تركي كتير”.
وتم إحالة المتهم إلى نيابة الهرم التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث، بالإضافة إلى عرض المجني عليها على الطب الشرعي لبيان حالتها وإعداد تقرير مفصل.