نرمين الجمل
ألقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة خلال فعاليات حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، اليوم الأربعاء، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد فيها اعتزاز رجال الشرطة بحضور الرئيس الاحتفال، مشيراً إلى أنه يواكب الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة.
استهل الوزير كلمته قائلاً: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تتشرف وزارة الداخلية بمشاركة سيادتكم والحضور الكريم الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة، الذين يصطفون أمام حضراتكم في شموخ وصلابة، وقد تسلحوا بالعلم وتزودوا بالقدرات الفنية لأداء واجبهم الوطني في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار”.
وأكد الوزير أن احتفال اليوم يواكب الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، التي جسدت قدرة الشعب المصري على الحفاظ على الهوية الوطنية والعبور إلى آفاق الكرامة والسيادة الوطنية. وتوجه بالتحية والتقدير لقواتنا المسلحة، واصفاً إياها بمهد البطولات والتضحيات، داعياً المولى عز وجل أن تظل مظلة الأمن والاستقرار تعم ربوع الوطن، بفضل تكامل جهود رجال الشرطة مع القوات المسلحة.
وأضاف توفيق أن العالم يشهد أزمات وصراعات متسارعة ألقت بظلالها السلبية على أمن واستقرار واقتصاديات العديد من الدول، إلا أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، مضت مدعومة بإرادة وطنية في إعادة بناء الدولة وتجسيد الجمهورية الجديدة، متخطية الصعاب والتحديات في ظل محيط إقليمي مضطرب ومسؤوليتها التاريخية كدولة رائدة في المنطقة.
وتابع أن الاستراتيجية الأمنية المصرية ترتكز على تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على مقدرات الوطن، مؤكداً أن أجهزة وزارة الداخلية تعمل جنباً إلى جنب مع الشعب المصري الواعي بقيمة الاستقرار، من خلال التصدي الحاسم لكافة أشكال الجريمة، ورصد وتقويض حركة التنظيمات الإرهابية ومنابع تمويلها، وإفشال محاولات جماعة الإخوان الإرهابية للنيل من استقرار البلاد واستهداف وعي الشباب عبر حملات التضليل والشائعات والترويج لأفكارها الهدامة.
وأوضح الوزير أن احتفال هذا العام يواكب أيضاً الذكرى الخمسين لإنشاء أكاديمية الشرطة، التي تبنت منذ تأسيسها إعداد رجل شرطة عصري متسلح بالعلم، مشيراً إلى أن السنوات العشر الأخيرة، وبتوجيهات ومتابعة مباشرة من الرئيس السيسي، شهدت نقلة نوعية في تطوير قدرات ومهارات كوادر الشرطة، من خلال إعادة صياغة منظومة التدريب والتأهيل بفكر علمي مدروس يجمع بين المهارات الفنية والتخصصية والمؤهلات العلمية، مع مواكبة التطور التكنولوجي في إدارة المهام الأمنية.
ولفت إلى أن من أبرز نتائج هذه المنظومة استحداث التخصص الوظيفي لطلبة الأكاديمية، وإتاحة الالتحاق بها لخريجي كليات الحقوق وخريجات كليات التربية الرياضية، ومنحهم درجة الماجستير في العلوم القانونية والمجالات المرتبطة بالعمل الأمني، إلى جانب دعم المناهج بدورات متقدمة في اللغات الأجنبية.
وأشار إلى أنه تم تطوير ميادين ووسائط التدريب وفق أحدث النظم والمعايير العالمية، والاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمني، بما يسهم في سرعة انتقال الخريجين للحياة العملية عقب تخرجهم والوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية.
وأضاف أن الوزارة توسعت أيضاً في تمكين الضباط من الحصول على درجات علمية متقدمة تؤهلهم لتطبيق السياسات الأمنية الحديثة، وتطوير قدراتهم الفنية والمهنية، إلى جانب تحديث مناهج التدريب التخصصية واستخدام التطبيقات التكنولوجية المتطورة في تقييم الأداء.
وأكد توفيق أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لمواكبة التقدم المتسارع في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن مركز التدريب التخصصي لنظم التكنولوجيا الأمنية بالوزارة ينظم دورات تدريبية متقدمة للضباط في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي، كما تم إعداد برامج دراسية بالتنسيق مع معهد تكنولوجيا المعلومات بوزارة الاتصالات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ستبدأ دراستها لطلبة الأكاديمية اعتباراً من العام الدراسي الحالي، فضلاً عن إعداد برامج مماثلة لمعاهد معاوني الأمن.
وتابع الوزير أن وزارة الداخلية ستظل حريصة على مواكبة أحدث ما توصل إليه العلم في مختلف مجالات العمل الأمني وتحديث مقدراتها الفنية واللوجستية لتكون دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة أنماط الجرائم المستحدثة.
ووجه وزير الداخلية الشكر لأجهزة الدولة ومؤسساتها التي تتعاون مع الوزارة لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، معرباً عن تقديره لأرواح شهداء الشرطة والقوات المسلحة وبالدعاء بالشفاء العاجل للمصابين الأبطال.
وهنأ الوزير أولياء أمور الخريجين، مشيداً بدورهم الداعم لمسيرة أبنائهم، ووجه حديثه إلى الخريجين قائلاً: “اليوم تنضمون إلى من سبقوكم في حمل رسالة نبيلة تتطلب الصدق والإخلاص في أداء الواجب، كونوا سنداً للمواطن، وحافظوا على سيادة القانون وأمن الوطن”.
واختتم كلمته قائلاً: “نجدد العهد لسيادتكم، السيد الرئيس، على مواصلة بذل الجهد والعطاء خلف قيادتكم الرشيدة لتوفير المناخ الآمن لمسيرة العمل الوطني والتصدي بكل حسم لكل ما يهدد أمن الوطن والمواطن. حفظ الله مصر آمنة مستقرة”.