كتبت ـ آية عاشور
شهدت قرية بمركز شرطة طما شمال محافظة سوهاج، واقعة مؤلمة تهز الضمير الإنساني، بعدما أقدمت سيدة في العقد الرابع من عمرها على محاولة الانتحار وقتل نجلها الوحيد، هربًا من طوفان الديون الذي أغرقها في دوامة اليأس.
البداية كانت عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج بقيادة اللواء صبري عزب مساعد الوزير مدير أمن سوهاج إخطارًا من إدارة شرطة النجدة، يفيد بورود بلاغ من الأهالي يتضمن قيام أم بمحاولة الانتحار والتخلص من نجلها، بدائرة المركز المشار إليه.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية برفقة سيارة الإسعاف إلى محل البلاغ، وتم نقلهمت إلى مستشفى سوهاج الجامعي، حيث لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة قبل الوصول، بينما تم إنقاذ الأم وهي تخضع الآن للعلاج، في صدمة لا توصف.
وبتقنين الإجراءات والتحريات، تبين أن الأم تدعى “سماح” 44 عامًا، وضعت حبة غلال سامة في عصير وقدمته لنجلها “أدهم” طالب بالصف الثاني الإعدادي، قبل أن تشرب منه بنفسها، في محاولة منها لإنهاء حياة كليهما.
وأثبتت التحقيقات الأولية إلى أن الدافع وراء الواقعة كان تراكم القروض والديون، التي عجزت الأم عن سدادها، في ظل غياب أي دعم اجتماعي أو مساندة من المحيطين بها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
وجدير بالذكر أن هذه الجريمة التي هزت سوهاج ليست مجرد حادثة فردية، بل جرس إنذار لمجتمعٍ باتت فيه الأرواح تزهق تحت ضغط الفقر، وأمهات يدفعن قسرًا إلى نهايات مأساوية في ظل صمت محيطهن.