كتبت تحية محمد
قد يشعر بعض الآباء بفقدهم السيطرة على تصرفات ابنهم المراهق، ويشعرون بالقلق في كل مرة يتخطى فيها حدوده، وبعضهم الآخر يتجنبون الخلاف كلياً مع ابنهم خوفاً من تركه لهم، لذلك يجب إيجاد موازنة بين الانضباط والحرية.
فالموازنة بين الانضباط والحرية،ضرورية جدآ ويجب تعليم المراهق تحمل المسؤولية ،الحديث معه والإجابة على أسئلته، احترام خصوصيته، مراقبة ما يشاهده ويقرأه ، الدعم المستمر ،الصبر على الابن المراهق، حيث يؤدي التركيز الزائد على الطاعة والانضباط إلى دفع المراهق لتخطي حدوده، فالمراهق الذي يعيش في بيئة صارمة لا تسنح له الفرصة بتطوير مهاراته في حل المشاكل لأنه لا يأخذ قراراته بنفسه. تعليمه تحمل المسؤولية يتعلم الأبناء تحمل المسؤولية من محيطهم، فمصدرهم الأول لتعلم المسؤولية هم الآباء، ثم الظروف التي يمرون بها، فقد يقلد الأبناء آبائهم الذين يتحملون المسؤولية، ويمكن تعليمهم المسؤولية دون التعرض لظروف قاسية حتى سن الثالثة عشرة، بعد هذا تصبح الحياة والظروف التي يمرون بها هي مصدرهم في التعلم؛ حيث يشعر المراهقون بأنهم بحاجة إلى أن يتعلموا أن لديهم القدرة على التأثير على ما يحدث لهم في حياتهم وذلك من خلال جعلهم يتحملون بعضاً من المسؤولية حول أمور حياتهم، كما أنهم بحاجة لأن يعرفوا كم من القوة والامتيازات التي سيفقدونها جراء سلوكيّات معينة غير مسؤولة، كما يجب الحديث مع الطفل المراهق في كافة أمور الحياة، وباستمرار، كذلك يجب الإجابة على جميع أسئلته، وخاصّة التي تتعلق بجسده، فمثلاً يجب الحديث عن الحيض أو الاحتلام وذلك عندما يبدي المراهق استعداداً لذلك، أو التحدث معه حول الاختلاف بين أجسام الفتيات وأجسام الفتيان، وأيضاً الإجابة على سؤاله حول من أين يأتي الطفل، ومثل هذه الأمور، مع مراعاة الإجابة عن أسئلته بشكل دقيق ودون زيادة غير مرغوبة، في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، ويمكن الاستعانة بصديق ذي خبرة مع التعامل مع المراهقين أو الاستعانة بالطبيب. كما يجب احترام خصوصيته ،بعض الآباء لا يحترمون خصوصية طفلهم المراهق، فتجدهم يتدخلون في كافة أمور حياته وبكل ما يفعله، وهذا أمر خاطىء؛ حيث يجب أن تترك مساحةً للمراهق لإعطائه بعض الخصوصية، فمثلاً يجب جعل بعض الأمور المتعلقة به أشياء خاصة له كغرفة نومه، وبريده الإلكتروني ومكالماته الهاتفية، وعدم التوقع منه أن يشارك كل ما يحصل معه، أو يفكر به فهو يعتبرها أموراً خاصة، بهذه الطريقة يتعلم كيف يصبح شخصاً بالغاً مسؤولاً، وعلى الرغم من ذلك يجدر بالآباء التدخل في حياة ابنهم المراهق في حال لاحظوا وجود مشكلة ما، كما يجب أن يعرفوا دائماً أين يذهب ابنهم ومتى سيعود، وما الذي يفعله ومع من، ولكن دون الدخول في التفاصيل، وذلك لإعطائه ثقه كما يستطيع المراهق الحصول على كمية كبيرة من المعلومات من البرامج التلفزيونية، والمجلات، والكتب، وشبكة الإنترنت، لذلك يجب أن يكون لدى الآباء علم حول كل هذا، كما يجب عليهم وضع حدود على مقدار الوقت الذي يقضيه أمام الكمبيوتر أو التلفزيون، ومعرفة ما يتعلمه من وسائل الإعلام ومع من يتواصل عبر الإنترنت. ولابد من تقديم الدعم المستمر والوقوف دائماً بجانب ابنهم المراهق، فالمراهق يمر بمرحلة تجعله دائم الشعور بالخوف، فهو يواجه مشاعر ومسؤوليات جديدة، لذلك فهو بحاجة لمن يقف بجانبه دائماً ويطمئنه، وهو بحاجة لمن يستمع له، في الوقت الذي يكون مستعداً للحديث فيه، لذلك يجب الاستماع له دون مقاطعته، كما يجب أن يكون الآباء متفهمين ومنفتحين بحيث يعطون ابنهم المراهق الموافقة والدعم على بعض الأمور التي يفكر بها.