
كتبت/ أميرة صبري
عادل محمد إمام ولد في مدينة المنصورة في 17 مايو عام 1940 التحق بجامعة القاهرة وحصل منها على إجازة في الهندسة الزراعية وخلال سنوات دراسته اكتشف شغفه الحقيقي للتمثيل، بمشاركته في المسرح الجامعي وعروضه وانضمامه للعروض المسرحية التي كانت تعرض على التلفاز مثل “أنا وهي والهوا”.
عادل إمام أحد أهم الممثلين المصريين تجمع أعماله غالبا بين الكوميديا والرومانسية لكنها بالأساس تعرض أفكارا وقضايا اجتماعية بين المسرح والسينما والشاشة الصغيرة قدم أكثر من 110 عمل فني وحصل على ألقاب وجوائز عديدة والأهم الشعبية الكبيرة بين الأجيال العربية المختلفة وقد عين سفير للأمم المتحدة في مفوضية اللاجئين منذ عام 2000.
عادل إمام موهبة متميزة و ذو الشهرة الواسعة والجرأة الكبيرة في طرح المشاكل الاجتماعية والسياسية بطريقة كوميدية ساخرة بين إعماله المسرحية التي تلقى رواجا إلى الآن مثل: “مدرسة المشاغبين”، “شاهد ما شافش حاجة”، وغيرها، إلى أدواره السينمائية المتنوعة على أكثر من 103 فيلما، مثل: “السفارة في العمارة”، “مرجان أحمد مرجان” وغيرها، لا يزال وبعد أكثر من 5 عقود من العطاء الفني من أهم الفنانين العرب وأكثرهم أجرا تحت الطلب.
عادل إمام متزوج وأب لثلاثة أبناء: رامي وسارة ومحمد. وله أيضاً ثلاثة أحفاد: عادل وعمر وأمينة، بالإضافة إلي حياتيه الشخصية للفنان عادل إمام مواقف اظهرت الجانب الانساني من شخصيته
“عادل إمام يستحق لقب الزعيم عن جدراة” هذا ما قاله الفنان “سامى فهمى” فى أحد الحوارات له وهو يتحدث عن إنسانية عادل إمام.
بعد نجاح شخصية شاكر فضله الذى جسدها سامى فهمى فى مسلسل حكاية ميزو أشاد الزعيم بأداء سامى وهذا ما جعله سعيد جدا لذا قرر له ليشكره بنفسه خلال عرض مسرحية شاهد ماشفش حاجة.
وبالفعل ذهب فهمى ذات يوم خلال عرض المسرحية، ليتفاجأ باستقبال غير عادى من النجم عادل إمام وطلب منه الصعود على خشبة المسرح وقال له أمام الجمهور بطريقة كوميدية: “أنت شاكر فضلة إيه اللى جابك هنا”، لتضج صالة العرض بالتصفيق المستمر.
هذا الموقف البسيط جعل فهمى يبكى على المسرح بعدها وجد عادل إمام يهمس فى أذنيه: “شفت الناس بتحبك أد أيه”.
“الزعيم له مواقف إنسانية عدة لا يعرف أحد عنها شىء”هكذا أكد “الفنان سامى جوهر” صاحب دور الحاجب فى مسرحية عادل إمام الشهيرة “شاهد ما شفش حاجة”، خلال لقاء تلفزيونى له.
ففى يوم إجازة المسرح، اتصل الزعيم بجوهر وطالبه بالنزول حالا ليقابله فى ميدان التحرير، ولم يوضح له السبب.
استغرب جوهر من هذا الطلب وظل يتساءل طوال الطريق عن سبب تلك المقابلة، وعندما وصل لميدان التحرير وجد الزعيم برفقة الفنان سمير ولى الدين.
وكان عادل إمام متنكرا فى زى غريب، حيث كان يرتدى جلبابا ويغطى ونصف وجهه، حاول جوهر أن يعرف ما يحدث لكن الزعيم لم يتحدث بكلمة واحدة، وذهب الثلاث إلى حارة بحى السيدة زينب، ثم صعدوا إلى سطوح أحد المنازل.
وتفاجأ جوهر بوجود فرح أعلى سطوح هذا المنزل، ولم يفهم ما يحدث حتى وجد الزعيم ينزع الغطاء من على وجهه وينحنى على ركبتيه أمام سيدة عجوز، وقال لها: “ألف مبروك يا أم سمير أنا عادل إمام”.
سمير كان عامل بسيط فى المسرح، والذى كان يفتح ستار مسرحية شاهد ما شفش حاجة كل ليلة، وكانت والدته تحب عادل إمام جدا وطلبت منه قبل زفاف ابنها بأيام أن يحضر فرحه، فلم يستطع أن يكسفها وجاء فقط لكى يفرح أم سمير.
يعد الزعيم رمزا للكوميديا لكل الأجيال من بعده فأى ممثل شهير أو شاب صاعد يتمنى أن يقدم أمامه ولو مشهدا صغيرا.
ورغم رهبة بعض الشباب من التمثيل أمام عادل إمام، إلا أن كل من تعامل معه أكد تواضعه الشديد وطريقته الطريفة فى إزالة أى رهبة، وهذا ما كشف عنه “الفنان أحمد زاهر” عندما شارك بمشهد فى فيلم عريس من جهة أمنية عام 2004.
لم يستطع زاهر أن يتمالك نفسه من السعادة عندما عُرض عليه المشاركة بمشهد فى فيلم للزعيم، ورغم فرحته الشديدة إلا أنه كان مرعوبا ولم يستطع النوم قبل التصوير بيوم، وذهب لـ”اللكوشين” مبكرا، ثم جاء عادل إمام وبعدها سأل على زاهر.
ظن زاهر فى البداية أن الزعيم يسأل عنه ليسأله عن تفاصيل المشهد لكن عادل إمام ظل يتحدث معه عن إفيهات ومواقف فى حياته حتى بدأ زاهر يندمج معه ويتحدث بأريحية ليتفاجأ بأن الزعيم يقول له: “فكيت يلا بقى ندخل نمثل”.
يقول زاهر فى أحد الحوارات التليفزونية: “الزعيم عطل التصوير ساعة ونصف علشان يخلينى أعرف أمثل”.