كتبت – أميرة همداني
ولد عادل أدهم في 8 مارس 1928، في حي الجمرك، بمحافظة الإسكندرية.
منعه صوته الأجش، وجسده المفتول، وملامحه التي تمتلئ بالصرامة الممزوجة بالدهاء والمكر، ولكنته الساخرة من أن يصير دنجوانا أو فارسا للأحلام، وإنما أصبح “برنس” السينما المصرية، إنه صانع الإيفيهات التي مازالت تتردد علي الألسنة بصوته وطريقته رغم رحيله.
“المعلم والقواد ورجل الدولة القوي والفاسد والمتسلط والنصاب، كلها أدوار لمع خلالها برنس الشاشة الذي استطاع أن يجبر ذاكرة السينما العربية علي تخليد اسما من ضمن عمالقة الشر في السينما العربية، بل وابتكر لذاته فلسفة خاصة في صورة الشرير”.
حياته الشخصية لم تخلو من الإثارة مثل أدواره الفنية، ففي بداية حياته تعرف علي فتاة يونانية تدعي «ديمترا» والتي كانت جارته في الإسكندرية، ونشأت بينهما قصة حب قوية انتهت بالزواج رغم العقبات واختلاف الثقافات، ولكن سرعان ما تنطفئ شعلة الحب مع ضغوطات الحياة، فظهرت عصبية عادل أدهم، وانشغاله في حياته الشخصية دون إشراك أو مشاركة زوجته في مشاكله ومشاكلها، وفى إحدي المرات عاد أدهم، من العمل متأخرا فعاتبته زوجته وأخبرته بأنها مريضة ولكنه لم يهتم بها، وكانت وقتها حامل فى ابنه الوحيد فتركها ونام، ليستيقظ من النوم ولم يجدها في المنزل، فأبلغ الشرطة عن تغيبها وبحث عنها كثيرا، حتى جاءه اتصال من صديقة زوجته وطلبت منه إلا يبحث عن زوجته لأنها سافرت إلي اليونان ولن تعود، وسافر أدهم، إلي اليونان بحثا عنها ولكن بلا جدوى، ومرت الأعوام وقابل طليقته «دميترا»، وكانت قد تزوجت وعلم أن له ابن يشبه كثيرا فطلب منها عنوانه وأعطته له بترحاب شديد، ليذهب الأب إلي ابنه الذي لم يراه مطلقا حتي أتم العشرون عام، وكان رد فعله كالصاعقة حيث رفض الجلوس معه معللا بأنه لا يعرفه وأن والده الحقيقي هو زوج والدته الذي اعتني به وأحسن تربيته.
أصيب عادل أدهم بصدمة كبيرة وقبل أن يعود إلي مصر، طلبت منه زوجته أن يطلقها لأنه لم يكن قد فعل ذلك بعد هروبها، ويروي أن عادل أدهم كانت أمنيته الوحيدة قبل الوفاة أن يري إبنه للمرة الأخيرة، لكن هذه الأمنية لم تتحقق.
لم يحقق ثروة من السينما، فكان أجره أقل من أجر النجوم الآخرين، وكان ينفق كل ما يكسبه علي نفسه وزوجته، لهذا اضطرت زوجته لبيع سيارته للمساهمة في نفقات علاجه في مرحلة مرضه الأخيرة، فقد عاني من السرطان تزامنا مع صديقه عبد المنعم العبادي، الذي كان أكبر تاجر مجوهرات في الإسكندرية، إذ أصيبا بنفس المرض، وشيعت جنازتاهما في نفس التاريخ.
رحل عادل أدهم يوم 9 مارس عام 1996 بمستشفى الجلاء العسكري، إثر وجود كميات كبيرة من المياه علي الرئة، تاركا مكتبة كبيرة تضم عشرات الأعمال الفنية، وتاركا إبنا لم يره سوي مرة واحدة فقط.