قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن مصر واجهت خلال السنوات الماضية حربًا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة، وتقودها فئة ضالة تتوهم أن الشعب المصرى سيتوقف عن المضى قدمًا فى مسيرة البناء والتنمية، وتسعى للحيلولة دون استقرار الوطن وازدهاره.
جاء ذلك، خلال كلمته فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى أقامته وزارة الأوقاف، بقاعة الاحتفالات فى جامعة الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفالية: “فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.. السادة الدعاة الأجلاء.. شعب مصر العظيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تأتى ذكرى مولد نبى الرحمة هذا العام بعد أيام قليلة من حادث أليم أدمى قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة، حادث إرهابى جبان استهدف أبرياء مصلين داخل أحد بيوت الله، حادث اقترفته أيادى مجرمين تجردوا من أدنى معانى الإنسانية، ومن أية صفات للرحمة من التى نادى بها رسولنا الكريم نبى الرحمة، وإننا إذ نحيى معًا الذكرى العطرة لنبينا العظيم، ندعو المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على الشعب المصرى والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات”.
“نتساءل فى الوقت ذاته كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة، كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذى يحث على التراحم، ونشر التسامح أن ينشروا الفساد فى الأرض بأى منطق إنسانى يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال، والشيوخ، والأبريا،ء وحرمانهم من حقهم فى الحياة”.
“الأخوة والأخوات، إن مصر تواجه خلال الأعوام الماضية حربًا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره، وتدعم تلك الفئة الباغية قوة خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية، سعيًا من تلك القوى بفرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمى الذى لا يهدف سوى لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات بهدف إنهاء المعاناة الإنسانية التى أنهكت شعوب المنطقة وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا”.
“اسمحو لى أن أتوقف أمام المقدمة التى تناولتها.. أنتم جميعًا فى نظرى تمثلون كتائب النور التى وجب عليها صراحة أن تنزع الظلام الذى نراه اليوم”.
وقال الرئيس السيسى: “أحاول أن انتهز هذه الفرصة وألزم الفريق محمد فريد حجازى أمامكم وأمام شعب مصر.. أنت مسؤول خلال 3 أشهر عن استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء.. أنت مع رجال وزارة الداخلية”.
“خلال 3 أشهر تستعيد مصر بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهدكم وبتضحيتكم أنتم والشرطة المدنية الاستقرار والأمن، واستخدموا كل القوة الغاشمة .. كل القوى الغاشمة، فرجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره وواثقون فى أن الله سينصرنا بإذنه سبحانه وتعالى”.
وواصل الرئيس حديثه قائلًا: “لا تستطيع أمم أن تصمد وتنجح وتنمو وتتقدم بهذه الافكار.. نحن لا نتحدث أبدًا عن أننا نشوه أو نضيع دينًا. من يفهم ذلك فهى مشكلة كبيرة، وأنا تحدثت عن هذا الأمر قبل ذلك 3 مرات فى هذه القاعة”.
“إنه يجب ألا نكون أداة لتشويه الإسلام والمسلمين ونعمل لتصحيح صورة الدين الإسلامى.. إن الأمن والاستقرار مسؤولية مجتمع وليس الجيش والشرطة فقط، وندعو من خلال هذا المنبر إلى مواجهة حملات التشويه التى يتعرض لها الدين الإسلامى”، “كما يجب تحقيق تنمية مستدامة توفر فرص عمل للشباب فى المقام الأول، وما تم إفساده على مدار سنوات طويلة يستغرق إصلاحه سنوات طويلة رغم حجم الجهد المبذول”.
وتابع الرئيس: “أنا مش بكلمكم أنتوا عشان نقنع المتطرفين، أبدًا، لكن عشان تحافظوا على المعتدلين، والشعب المصرى والشباب والشابات بأنهم ميتأثروش بالأفكار دى، لأن الأفكار دى متقوِّمش شعوب ولا دول ولا حضارات.. فهناك 12 دولة بقالها سنين طويلة بتعانى من الموضوع ده، باكستان، وأفغانستان، والعراق، وسوريا، والصومال، وليبيا.. الدول دى هترجع تانى إمتى؟.. المطلوب لإعمار سوريا 250 مليار دولار”.
وأردف، قائلًا: “إحنا كمجتمع معنى بالحفاظ على بلدنا، الأمن والاستقرار مبيجيش من الجيش والشرطة فقط، ولكن من المجتمع كله، حبيت أقولكم أن الأفكار الشيطانية اتوجدت عشان تهدم الأمم وتعرقل مسيرة الدول، فلا يمكن أن تستطيع أمة الصمود والنجاح والنمو بهذه الأفكار”.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نهاية كلمته أهمية مواصلة الأزهر ووزارة الأوقاف تجديد الخطاب الدينى منعًا لاستغلال الإرهابيين للشباب فى الإعمال الإجرامية.
وأشار الرئيس إلى أن تنوير العقول من الأفكار الإرهابية الضالة لا يمكن أن تقوم به مؤسسة واحدة، أو حتى الدولة بمفردها، وإنما يجب تضافر جهود الكتاب والمفكرين وغيرهم للقضاء عليها، قائلًا: “جاءت دعوتى لتجديد الخطاب الدينى سعيًا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التى يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.
وشدد الرئيس السيسى على كل أم وكل أب أن يحافظا على أبنائهما من أفكار هؤلاء المتطرفين، كما دعا رجال الدين ببذل مزيد من الجهد فى تطوير الخطاب الدينى، وتنظيف العقول من أفكار العنف والضلال، مشددًا على أهمية الاقتداء بأخلال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتى كانت نبعًا للرحمة والرفق فى جميع المعاملات مع جميع الناس، قائلًا فى ختام كلمته: “ثقوا تمامًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا”.