تحية محمد
فقد تطور البشر ليشعروا بالرغبة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية عند التعرض للضغط، وهذا اللجوء إلى الطعام ليس مجرد عادة، بل استجابة لمحفزات هرمونية.
من الطبيعي اكتساب بعض الوزن خلال فترات عصيبة، لكن استمرار التوتر وزيادة الوزن لفترات طويلة يحمل مخاطر صحية كبيرة. فقد تؤدي السمنة على المدى الطويل إلى:
ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية،اضطرابات أيضية مثل مرض السكري من النوع الثاني،زيادة خطر الإصابة بالسرطان،ضغط إضافي على المفاصل، مما يزيد الألم ويحد من الحركة،مشاكل في الخصوبة،انخفاض وظائف الرئة وتفاقم اضطرابات التنفس مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي،تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
وبالإضافة إلى زيادة الوزن ومضاعفاته المحتملة، يمكن أن يؤثر التوتر المزمن على الصحة مثل:
زيادة وتيرة الصداع والصداع النصفي،انخفاض مستويات الطاقة خلال النهار وصعوبة النوم ليلًا،تأثيرات سلبية على العضلات، بما في ذلك عضلة القلب،مشاكل جلدية وتساقط الشعر،مشاكل في الأسنان والفك،اضطرابات في الجهاز الهضمي،ضعف الجهاز المناعي،تأثيرات سلبية على الحياة الجنسية،صعوبات في التنفس.
لفهم الرابط بين التوتر وزيادة الوزن، يجب إدراك ماهية الكورتيزول ودوره. الكورتيزول هو هرمون يفرزه الجسم استجابة للتوتر الجسدي أو النفسي، وهو جزء من استجابة “الكر والفر” جنبًا إلى جنب مع الأدرينالين والنورإبينفرين.
تعمل هذه الهرمونات على إبطاء العمليات غير الضرورية لمواجهة تهديد مباشر، مثل عملية الأيض، وتسريع العمليات الحيوية للبقاء على قيد الحياة في اللحظة الراهنة.
وقد يوجد صلة واضحة بين هرمون التوتر الكورتيزول وزيادة الوزن، حيث ارتبطت المستويات المرتفعة منه بتراكم الدهون الزائدة في منطقة الخصر، المعروفة بالدهون الحشوية، وجدت أن عملية الأيض تبطئ أثناء التعرض للتوتر، كما أشارت إلى أن ارتفاع الكورتيزول قد يعزز الشعور بالرضا عند تناول الأطعمة غير الصحية.
طرق فعالة لتقليل التوتر والحفاظ على وزن صحي:
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل مستويات التوتر، والتي بدورها تساعد في الوصول إلى وزن صحي أو الحفاظ عليه، فالعادات الصحية مثل النوم الكافي، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، قد يصعب الالتزام بها في أوقات التوتر، لكنها تبقى أساسية.
إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها اليوم لمكافحة التوتر دون الحاجة إلى تغيير جذري في نمط حياتك:
التوقف والتأمل قبل الأكل: قبل فتح الثلاجة بشكل تلقائي، خذ لحظة للتفكير في سبب رغبتك في الأكل، إذا كان الدافع عاطفيًا، حاول تأجيل الأمر أو الانخراط في نشاط آخر، يمكنك ضبط مؤقت لمدة 20-25 دقيقة وعندما يرن، قد تجد أن الرغبة الشديدة في الطعام قد اختفت.
تخصيص وقت للهوايات: خصص ولو بضع دقائق لممارسة نشاط تستمتع به، سواء كانت القراءة، الرقص، أو الاعتناء بالحديقة. الاستثمار في الذات يعود دائمًا بالنفع.
المشي ولو لمسافة قصيرة: المشي يحسن المزاج، يقلل التوتر، ويعزز الثقة بالنفس. يمكن أن يكون نشاطًا اجتماعيًا أو فرصة للاسترخاء بمفردك. تشير الأبحاث إلى أن المشي السريع قد يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية، كما أن التواجد في الطبيعة مفيد للصحة النفسية.
التركيز على الإيجابيات: بدلًا من التركيز على الأخطاء عند الشعور بالضغط، حاول تذكير نفسك بما تفعله بشكل صحيح.
ممارسة الامتنان: الامتنان يعزز الصحة النفسية ويساعد على التغلب على الشعور بالنقص. يمكنك الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها.