تحية محمد تكتب
إذا عم الحب بين الشريكين تم الترابط في الأسرة، و ارتقت الحياة الزوجية للأفضل، إن تخلينا عن الأنانية لا يمكن أن تنمو شجيرات الحب، إلا وحب الذات و التهافت على المنفعة الشخصية، ونكران الذات و الانغماس في إسعاد الآخرين.
يجب على كلا من الزوجين الاهتمام بالطرف الآخر، و إرواء المشاعر والأحاسيس والعواطف التي تجعلهم تفاني في تحقيق السعادة ،من أجل أن يصبح بيت الزوجية عشا قويا حصينا راسخا، لا تؤثر فيه الرياح، ولو كانت كثيرة، ولا تزلزلها العواصف ولو كانت مدمرة، وحتى لو أتت سحابة صيف على جنة الأحباب، فإن الغيم الداكن سرعان ما يزول.
إن جفاف المشاعر بين الزوجين هو سر أزمة الأسر المعاصرة، ومع أن الأسرة في عصرنا الحاضر قد تحسنت أحوالها المعيشية بصورة كبيرة، لكنها قد تفتقر إلى السعادة مع وتيرة الحياة المتسارعة والمتطلبات المتراكمة ،جفت المشاعر في زحام الأحداث ، وأصبحت هشيما.
وأصبحت العلاقة بين أفرادها علاقة هشة أو جامدة لا روح فيها، وهي معرضة ل لتصدع والسقوط والانهيار ،حتى ولو من أتفه العقبات.
والمشكلة تكمن في أن الكل يعرف حقوقه وينسى واجباته، يعمل لنفسه دون نظر للشريك الآخر، وقد يهتم بكل شيء إلا شريكه،فكل منهم مغيب ، حتى حق الفراش قد يؤديه بعضهم ب أنانية، لإشباع رغبته دون نظر للطرف الآخر.
إن المرأة ترغب في الكلام الحلو والسماع العاطفي أكثر من المواقف، فالفرق بين واقعية الرجل ورومانسية المرأة هي أساس المشكلة، فالنساء مهما قدّم لها زوجها من معروف وطيبة، وحسن معاملة وترفيه لكنه قصر في موضوع الرومانسية والكلام المعسول، فإنه بذلك يكون كأن لم يفعل لها أي شيء
وتعيش الزوجة في جحيم وقلق وفراغ، ولذلك ينبغي عليك أيها الزوج أن تتفهم طبيعة تفكير المرأة ومتطلباتها العاطفية، وأنها تحتاج إلى سماع الكلام المعسول، فينبغي محاولة مجاهدة النفس لإخراج بعض الكلمات الجميلة، حتى وإن كان في ذلك صعوبة أو حتى وإن كان ذلك في أوقات خاصة.
فكلا من الزوجين مسئول عن إشباع حاجة الآخر للحب، بل وعليه أن يبدع في استخدام الأساليب المحققة لإشباع الحاجة للحب الصريح .
أن المرأة بطبيعتها الرقيقة والحساسة و العاطفية ،تحتاج إلى مفردات الحب والغزل والدلال، والتي تشعرها خصوصيتها في قلب الزوج الحبيب.
ينشأ الجمود العاطفي من حالة التعود على الآخر و اعتياد وجوده، طول العشرة يجعل الحياة الزوجية نمط روتيني مقولب ، فيقل الكلام و يستبدل بمعاني ووسائل أخرى، برغم هذا لابد من التأكيد على أنه لا بديل عن الكلمة الرقيقة في أي حال من الأحوال، الأذن تتوق لسماع الكلمة الحلوة الطيبة و تؤكد اللمسة الحانية، و تغلفه النظرة الودوده، لتكتمل الصورة ويتم التفاعل الصحيح والصحي.