كتبت – آلاء الدسوقى
تعكس خطوة إيمان الدولة المصرية بدور القوى الناعمة في بناء الإنسان، وترسيخ الهوية الوطنية، ضمّ مجلس الشيوخ في تشكيله الجديد عددًا من رموز الفن، والفكر، والإعلام، والرياضة، في تأكيد واضح على أن بناء الوعي لا يقل أهمية عن بناء البنية التحتية.
تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الدولة المصرية التي تعتبر أن الثقافة، والفن، والإبداع، شركاء أساسيون في مشروع الجمهورية الجديدة، وأن حماية الوجدان الوطني لا تتحقق بالقوانين وحدها، بل بالكلمة واللون واللحن والفكرة.
ومن بين الأسماء التي وقع عليها الاختيار، المخرج والفنان الكبير خالد جلال، أحد أبرز رموز المسرح المصري وصانع الأجيال الفنية، الذي قدّم على مدار مسيرته مشروعات مسرحية رائدة أسهمت في تطوير الذوق العام وصناعة محتوى فني راقٍ، إلى جانب الفنان ياسر جلال، الذي بات أحد أعمدة الدراما المصرية من خلال أعمال تحمل رسائل وطنية وإنسانية عميقة.
كما انضم إلى مجلس الشيوخ الكاتب والروائي أحمد مراد، أحد رموز الجيل الجديد من المبدعين الذين يجمعون بين الأصالة والمعاصرة، ويمثل جسراً حياً بين الثقافة المصرية والعالمية، إضافة إلى الإعلامي الرياضي سيف زاهر، الذي يعد نموذجًا للإعلام المهني المسؤول وصوت الشباب في المجال الرياضي.
ويؤكد هذا التنوع في الأسماء أن التمثيل الثقافي والفني والإعلامي داخل مجلس الشيوخ ليس مجرد تكريم رمزي، بل هو تجسيد عملي لفكرة الشراكة بين الإبداع وصناعة القرار، وإدراك بأن المجتمع لا يُبنى فقط بالقوانين واللوائح، بل أيضًا بالوعي الذي يصنعه الفن والفكر والإعلام الهادف.
وليس هذا هو المرة الأولى التي تحتضن فيها المؤسسة التشريعية رموز القوى الناعمة، إذ سبق أن ضم المجلس أسماء لامعة مثل الفنان يحيى الفخراني والفنانة سميرة عبد العزيز، اللذين قدما نموذجًا للفنان المثقف المؤمن بدور الفن في خدمة الوطن ونشر قيم التنوير.
ويأتي وجود هذه القامات تحت قبة الشيوخ ليشكّل جسرًا بين المجتمع ومؤسسات الدولة، يسهم في نقل نبض الشارع واحتياجات الشباب إلى دوائر صنع القرار، والمشاركة بخبراتهم في صياغة سياسات ثقافية وإعلامية وتعليمية تليق بمكانة مصر وتاريخها الحضاري.
وبهذه الخطوة، تؤكد الدولة المصرية أن القوى الناعمة ليست ترفًا ثقافيًا بل ركيزة من ركائز التنمية الوطنية، وأن الفن والفكر والرياضة والإعلام أدوات وعي وبناء لا تقل أهمية عن السياسة والاقتصاد في مسيرة الجمهورية الجديدة.