الرباعية هي قالب من قوالب الشعر الفارسي وهي عباره مقطوعه شعريه
تتألف من أربع أبيات تتفق فيها قافيه الاول والثاني والرابع أو تتفق قافيه الأربع ابيات أو الأول مع الثالت والثاني مع الرابع وتدور حول موضوع معين وتُكَون فكره كامله
وعُرفت الرباعيه في الشعر الفارسي في اوائل القرن ١٢ الميلادى
ومن اشهر من كتب الرباعيات
عمر الخيام _ الملقب بحجة الحق _ أو الإمام – كما كانوا يطلقون عليه آن ذاك
وبمرور السنين نُسب إليه حوالي ٢٠٠٠ رباعيه ولكن المؤكد منها حوالي ٢٠٠رباعيه
أما الفارس الثاني هو عمنا_ صلاح جاهين الشاعر المصرى الجميل
وهناك العديد والعديد من الشعراء كتبوا الرباعيات ولكن عمر الخيام وصلاح جاهين هما اشهر من كتب في هذا القالب الشعرى
وينضم إليهم اليوم شاعر لا يقل أهميه أو موهبه عن هؤلاء العظماء وهو الشاعر _ ناجي عبد المنعم ابن المنصوره الذى كتب تقريبا كل انواع الشعر وأجاد فيها وله مدرسته الخاصه في شعر العاميه
وحياة الشاعر وثقافته وفلسفته تظهر بوضوح في الرباعيات لانها تحتاج إلي تكثيف وقدره عاليه علي اختيار المفردات التي توصل الفكره للقارئ بسهوله
واشتهرت رباعيات جاهين والخيام بطرح الأسئله
وترك الإجابه للقارئ
وطرح الأسئله في الرباعيه لا يدل علي الانكار انما هو بمثابة تحريض علي الحركيه والتفكير والمحاوله للوصول إلي المعرفه ولأن الشاعر لا يجد أجوبه لهذه الأسئله تراه احيانا محبط وأحيانا غاضب وحزين وأحيانا ناقم علي الأوضاع وهذا ما ميز
رباعيات جاهين والخيام
وظهر هذا النوع في رباعيات ناجي عبد المنعم ولكن بنسبه بسيطه جدا كُنت اتمني ان تأخذ رباعيته هذا المنحني لان ناجي عبدالمنعم يجيد ذلك ولكنه مال أكثر إلي الرباعيات التي تحتوي علي الحِكم والمواعظ والنصيحه
مثل قوله
افهم وذاكر دروسك
اوعي الفشل يلقاك
لتلاقي راسك مداسك
والحظ يقلب معاك
_ ولكن ناجي عبدالمنعم استغني عن علامة الإستفاء في بعض الرباعيات بوضع نقط بدل الكلام
_ والشاعر ابن زمانه ومكانه يستلهم منهما مايفيد فكرته ويوضحها
ولأنه شاعر يقدر قيمة الوقت ويحترم مواعيده
نجد الوقت عند ناجي عبدالمنعم له مساحه في العديد من الرباعيات مثل
يومين _ عشرين سنه _ ثلاثين سنه
فيقول: –
عشرين سنه باندهك
يا أم العواجز يا ست
لا سمعتي صوتي ولا
جاني ولد. أو بنت
والحب والخيانه والمرأه كان لها نصيب الأسد في رباعيات ناجي عبدالمنعم وكذلك السياسه والمتغيرات الإجتماعيه
وكذلك الدنيا وهوايته المفضله لعب الطاوله فيقول : –
الدنيا ……ملعب كبير
إلعبها ……….لعبة كبار
اصحي وفتح عينيك
اليك ……..يقلب جُهار
ولقد بعد ناجي عبدالمنعم قليلا في هذا الديوان عن اسلوبه الفلسفي الذي تتميز به أشعاره واعتدت عليه الا في قليل من الرباعيات وفي الحقيقه كانت مفاجأه لي عندما قرأت الديوان ولجأ ناجي عبدالمنعم إلي لغه سلسه وسهله البيان بلا تكلف أو تعقيد تمس صميم حياة البشر دون تميز بين طبقات المجتمع المختلفه
وهذا أسلوب جميل يزيد من تفاعل القارئ مع الشاعر مهما كانت ثقافته ومستواه الإجتماعي
واستعان ايضا الشاعر في ديوانه بالمحسنات البديعيه أو الزخرف البديعي لتوصيل فكرته والتي عملت بدورها علي ابراز المعني وتقويته وإيضاحه وأثارت إنتباه القارئ وأحدثت نغما موسيقيا
يثير النفس وتطرب له الأذن
وعملت علي دفع الملل عند القارئ
ولأن حياة الشاعر والأحداث التي تدور حوله تؤثر بالسلب أو الإيجاب علي كتاباته فتشم في رباعيات ناجي عبدالمنع رائحة مرار النكسه
وعلقم الهزيمه وانهيار القيم والأخلاق وحلاوة نصر اكتوبر والحلم الذى ضاع بعد ثورتين الأمر الذى أصابه بالاحباط وفقدان الأمل أحيانا فيقول : –
الهم زى الدم
يجرى كده في العروق
وانا قلبي مليان هم
ولا عمرى شفت الشروق
*********
لو كات دموع العين
تقدر ترد الزمن
كنت أملي بيه بحرين
بس اعمل ايه مرغما
ولأنه يحب الحياه تراه ما زال متمسكا كغيره من أبناء جيله بالأمل والأمل عند ناجي عبدالمنعم هو شعاع شمس الحريه الذي دائما يتمسك به ليصعد إلي المدينه الفاضله التي يحلم بها مرتديا عباءة الفارس الهمام وبيده قلم يستطيع ان يغير مجريات الأمور
في أي لحظه من خلال تصميمه علي النجاح ودار النيل والفرات دليل علي هذا الإصرار
فتحياتي للشاعر ناجي عبدالمنعم وأتمني له دوام التوفيق والنجاح واثراء الحركه الأدبيه في الوطن العربي بمؤلفاته الرائعه