كتبت – بسملة الجمل
أثار قرار نقل معهد الشربيني الأزهري الابتدائي من مقره الحالي، بشارع الحمام في مدينة الزقازيق إلى موقع آخر بعيد، حالة من الغضب والقلق بين أولياء الأمور، بعد أن أصدرته إدارة التخطيط والمتابعة بالمنطقة الأزهرية الشرقية، بشكل مفاجئ ودون تمهيد مسبق.
ويخدم المعهد عددًا كبيرًا من الأحياء الحيوية داخل مدينة الزقازيق، من بينها: منطقة الحريري، حسن صالح، كفر عبد العزيز، شارع الحمام، قسم يوسف بك، الساحة الشعبية، كفر الزقازيق البحري، كفر الإشارة.
بالإضافة إلى قسم الحكماء، وقسم الجامع، ما يجعله ركيزة تعليمية دينية أساسية لمئات الأسر التي تعتمد عليه في تعليم أبنائها بالمرحلة الابتدائية، من الصف الأول وحتى السادس.
وعبر أولياء الأمور عن تخوفهم من أن يؤثر تنفيذ القرار بشكل سلبي على مستقبل أبنائهم، بسبب بعد الموقع الجديد والمخاطر المرتبطة بالتنقل اليومي، خاصةً أن الأطفال في هذه المرحلة لا يمكنهم تحمل مشقة الطريق المزدحم بالسيارات والدراجات النارية، وهو ما قد يدفع كثيرًا من الأهالي إلى التحول نحو التعليم العام، رغم رغبتهم في استمرار أبنائهم داخل المنظومة الأزهرية.
وعبر “أحمد دسوقي”، مأذون شرعي من سكان المنطقة، عن استيائه قائلًا: “نسكن في منطقة تحيط بها ثمانية أحياء يخدمها هذا المعهد، وفوجئنا بقرار نقله خارج المدينة، هل يعقل أن نؤمن على أطفالنا في طريق مزدحم وخطير، المعهد يعمل بكفاءة في فترتين صباحية ومسائية، وليس مجرد ملحق لمسجد كما يزعم البعض”.
وفي السياق نفسه، قال المهندس “سامي”، مفتش في مباحث التموين: “المعهد قائم منذ سنوات طويلة وخرج أجيالًا من أبنائنا، لدي ثلاثة أبناء يدرسون فيه، وتكلفة انتقالهم اليومي بعد النقل ستصل إلى 72 جنيهًا، وهو عبء مادي كبير لا نقدر على تحمله”.
كما ابدى “أحمد عبد الرؤوف”، حزنه وغضبه من القرار، وقال: “أفتخر بأن ابني يقيم الصلاة في بيتنا بفضل تعليمه الأزهري، لماذا يريدون حرماننا من هذه النعمة، المعهد ليس خطرًا كما يشاع، وإذا كان بحاجة إلى صيانة فنحن مستعدون للمساهمة، لكن نقله قرار جائر”.
وناشد أولياء الأمور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور السيد الجنيدي، وكيل وزارة الأزهر بالشرقية، بالتدخل العاجل لإلغاء القرار، حفاظًا على مستقبل أبنائهم واستقرار عائلاتهم.
مؤكدين أن الأمر لا يتعلق بمبنى فقط، بل بمنظومة تربوية متكاملة، ومتى تحول طريق المدرسة إلى مشقة يومية، ضاع الهدف التربوي، وأغلقت أبواب الرحمة في وجه البسطاء.