تحية محمد
البشرة هي الصفحة الأولى التي يقرأها الناس في كتاب حضورنا، وهي المرآة التي تعكس ما نحمله من صحة داخلية ونقاء روحي. إنها لوحة الطبيعة التي أودعها الله فينا، تتبدل ألوانها مع الفصول، وتزدهر حين نمنحها الرعاية والاهتمام.
العناية بالبشرة ليست مجرد عادة يومية، بل هي طقس من طقوس الحبّ للذات، حين نغسل وجوهنا في الصباح، كأننا نزيح عن أرواحنا غبار الأمس، وحين نرطبها، كأننا نسقي زهرة عطشى لتعود تزهر.
أما واقي الشمس، فهو مظلة صغيرة نحملها معنا في مواجهة قسوة النهار، لكي نحفظ للبشرة إشراقها ونعومتها.
وفي ليالي الهدوء، يصبح التقشير كنسا للخلايا القديمة، و فسحة لولادة جديدة، بينما الأقنعة الطبيعية أشبه بلمسة حنان تعيد للبشرة صفائها.
إنها لحظات نبوح فيها لأنفسنا بأننا نستحق الجمال، لا من أجل الآخرين، بل من أجل أن نشعر الانسجام مع ذواتنا.
البشرة الجميلة ليست تلك الخالية من العيوب، بل تلك التي تحمل أثر العناية، إشراقة الصحة، ودفء الاهتمام، هي قصيدة قصيرة تكتبها كل يد تلمس وجهها بحب، وكل قلب يختار أن يمنح نفسه وقتا لكي يعتني بها.





