كتبت / آية إبراهيم
قال الدكتور فادي عبدالحكيم أخصائي علاج الفم وجراحة الأسنان ، أن تسوس الأسنان يعد من أكثر أمراض الفم والأسنان إنتشارا بين مختلف فئات المجتمع حيث يحتل تسوس الأسنان المرتبة الثانية بعدنزلات البرد الشائعة من حيث الإنتشار وبمجرد وصول الطفل لسن الخامسة نشاهد مايقرب من 4 أسنان مصابة بالتسوس وأكثر من 10 أسنان مصابة بالتسوس عند البلوغ.
وأوضح الدكتور فادي عبدالحكيم أن تسوس الأسنان هو تخرب متفاقم في بنية الأسنان يتطور إذا ماترك دون معالجة إلي مراحل مؤلمة وهدامة تضعف الأسنان وتترك فرصة بقائها أضعف مالم تتم المبادرة بسرعة إزالة هذا التسوس في المراحل الأولي منه. وعن أسباب تسوس الأسنان ، قال : يظن الكثيرمن الناس أن التسوس يحدث بسبب إهمال الأسنان وعدم العناية بنظافتها فقط ،ولكن التسوس علميا يحدث إذا إجتمعت العوامل التالية: المواد الكربوهيدراتية:حيث تعد الأطعمة التي تحتوي علي الكربوهيدرات بنسبة عالية مثل:السكريات،والنشويات،والحلويات،والفواكه ، والعصير ، وذلك من أهم المواد التي تساعد علي حدوث التسوس إذا بقيت علي سطح الأسنان لفترة طويلة ، وكذلك البكيتريا:فإن السكريات وحدها لايمكن أن تحدث تسوسا إلا بوجود البكتيريا، وهناك أنواع معينة من البكتيريا تساعد علي حدوث التسوس، منها:البكتيريا ذات الشكل الكروي ، والبكتيريا ذات الشكل القضباني ، وكذلك قابلية الأسنان للستوس :وذلك بسبب سوء التغذية في فترات تكوين الأسنان ،حيث تقل نسبة المعادن في الأسنان كالكالسيوم والفوسفات؛ممايؤدي إلي هشاشة الأسنان ، وأيضا عامل الزمن:فإذا لم يتم تنظيف الأسنان بالشكل الصحيح والمنتظم، يصبح من العسير السيطرة علي البكتيريا المتكونة علي الأسنان وإزالتها بشكل فعال،وبالتالي سيبدأ تسوس الأسنان .
وأشار الدكتور فادي عبدالحكيم ، إلي أن تسوس الأسنان يحدث عندما تترك الأسنان بقايا الأطعمة المحتوية علي الكربوهيدرات بنسبة عالية ؛مثل:الحلويات، والخبز ،والفواكه،والعصير. -حينها تقوم البكتيريا الموجودة أصلا في الفم بهضم هذه البقايا، وخاصة السكر والنشا، وتحويلها إلي أحماض، وتحد هذه الأحماض والبكتيريا مع فضلات الطعام، لتشكيل مادة لزجة هي الطبقة الجيرية(البلاك)وتقوم هذه بدورها بالإلتصاق بالأسنان، وتبرز بوضوح علي الأضراس الخلفية، ولكنها تظهر علي الأسنان وفوق اللثة وفي حواف الحشوات، وتعمل الأحماض الموجودة في هذه الطبقة علي إذابة سطح المينا للإسنان وهي الطبقة الخارجية من الأسنان التي تتألف من مادة تسمي هيدروكسي أباتايت- محدثة تجاويف تكون في البداية صغيرة غيرمؤلمة،وتشكل مكانا مثاليا لتكاثر الجراثيم، وتكبرداخل الأسنان لتصل العاج(الطبقة المتوسطة من تاج الأسنان) محدثة ألما عند تناول البارد والساخن ثم إلي لب السن(الأوعية الدموية والأعصاب)حيث يصبح الأمر مؤلما وخاصة ليلا.
وأكد أخصائي الفم والأسنان ، أن للتسويس نوعان بإعتبار زمن وسرعة حدوثة: التسوس المزمن: ويحدث خلال زمن طويل،وعلي عدة مراحل مبتدئا بالمينا،ثم العاج، وأخيرا اللب(عصب الأسنان) ، والتسوس الحاد:ويحدث بسرعة كبيرة؛ فيصل إلي لب الأسنان دون أن تتمكن أنسجة السن من حمايته ،ويحدث هذا النوع من التسوس كثيرا عندالأطفال وفي بعض الاحيان نشاهد أن التسوس توقف عند حد معين ،وهذا مايسمي بالتسوس المتوقف.
وأوضح أنه عند حدوث التسوس في الأسنان تظهرالأعراض التالية. ألم بالأسنان ويطلق عليه بـ (Odontalgia/Odontalgy)وخاصة بعد تناول الحلوي أو السوائل الساخنة أو الباردة، و تسوس مرئي أو ثقوب، ورائحة نفس كريهة. .
وعن المراحل المتعددة لتسوي الأسنان قال أن من العلامات المبكرة التي تنذر ببداية حدوث التسوس ؛ظهور بقع بيضاء(طباشيرية اللون)علي سطح الاسنان؛مشيرة إلي منطقة من إنحلال المعادن سببه تكون الأحماض في هذه المنظقة ومع استمرار انحلال المعادن تتحول هذه البقع البيضاء إلي اللون البني، وفي حالة عدم الخضوع للكشف الطبي؛تتحول البقع البنية إلي التسوس ،وتحدث الثقوب في الأسنان وأما إذا بقيت هذه البقع علي لونها البني اللامع؛فهذا يعني توقف عملية انحلال المعادن ويكون هذا اللون مجرد بقعة ،أما إذا تحولت إلي اللون البني الداكن ؛فهذا يشير إلي أن التسوس في حالة نشطة. يمكن إكتشاف التسوس في مراحله المبكرة بالفحوصات الدورية ،ويكتشف بواسطة أداة حادة لهاسن مدبب يضعها الطبيب المختص علي سطح الاسنان فإذا كان السطح لينا حيث تغوص الأداة بداخل السن، فهذا يعني وجود تسوس في مراحله الاولي كما لايكون هناك أي شعور بالألم والذي يظهر مع تطور التسوس، وعندما تصل العدوي البكتيرية إلي داخل السن حتي الألياف العصبية أو بالقرب من لب السن.
وبين ” عبدالحكيم” مضاعفات تسوس الأسنان، فلايتوقف الامر في التسويس علي المنظر غير الجميل للاسنان ولايتوقف عندحدود السن او الفم انما يتطور الامر إلي مضاعفات صحية عديدة منها مايصيب الأسنان نفسها ومنها ما يتعدي ذلك ، ومن هذه المضاعفات خلع الأسنان، وتأكل الاسنان، رائحة الفم الكريهة، وخراج تحت جذور الأسنان :حيث يحدث استمرار تقدم التسويس تلفا في اللب (العصب)ينتج عنه خراج تحت الجذور مما يسبب التهابات كبيرة كالتهاب الغدد الليمفاوية،والتهاب عظام الفك ،والتهاب الجيوب الانفية ، كما أن الأسنان المسوسة تشكل أحيانا مدخلا لالتهابات خطيرة تؤثر علي اعضاء أخري من الجسم كالقلب عند من يعانون من عيوب خلقية أو أمراض القلب الروماتيزمية، وإلتهاب اللثة: حيث يعد تسوس الأسنان أحدالأسباب الرئيسية لالتهاب اللثة ؛والذي يظهر علي شكل تقرحات قد تنتشرإلي المناطق الداخلية من اللثة،مما ينتج عنه حدوث نزيف واحمرار وتورم في اللثة ، وحدوث حساسية في الأسنان مع صعوبة في الضغط علي السن والعض به كذالك ألم مستمرة في الاسنان. علاج تسوس الأسنان: لايمكن علاج الأسنان التي أصابها التسوس ،أو استعادة حالتهاعلي ماكانت عليها من قبل بالشكل السليم لها ولكن العلاج يقدم من أجل المحافظة علي تطور التسوس ووصوله للجذور وبالتالي فقدان الأسنان وغيرها من المضاعافات الأخري. ولكن هناك حالات تسوس صغيرة جدا يمكن أن يعالج الامر فيها كليابشرط أن تكون هناك عناية صحية فائقة بالأسنان.
ويمكن القول إن لعلاج التسوي شكلين اثنين ، الأول وقائي قبل حدوث التسوس ويستطيع الفرظ القيام به بنفسة وذلك من خلال الاستعمال الصحيح والمنتظم لمعجون وفرشاة الأسنان، واستخدام الخيط السني، و الثاني علاج طبي بعد حدوث التسوس يقوم به الطبيب وهذا يعتمد علي عمق وامتداد التسوس في السن نحو الجذور ، ومن اشكاله: الحشوة:إذا لم يكن التسوس عميقا فإنه يعالج بحفره لازالته ومن ثم حشو السن بالنوع الملائم لها سواء حشوات بلاتين او بالحشوة البيضاء التي تعد من المواد المقوية والأمنة صحيا لحشو الأسنان وبالرغم من ظهور بعض المخاوف الصحية من استخدامات الحشوات التي يدخل الزئبق ومشتقاته في تركيبتها إلاأن جمعية أطباء الأسنان الأمريكية (ADA)ومنظمة الأغذية والادوية الأمريكية (FDA)بالاضافة إلي جمعية أطباء الأسنان البريطانية(BDA) يدعمون استخدام الحشوة الفضية ويقرون أن الحساسية الناتجة عن استخدام هذه المواد نادرة الحدوث كما هو الحال بالنسبة لاستخدامات المواد الأخري سالفة الذكر، والتاج:اما إذا كانت الإصابة بالتسوس متقدمة وبقي جزء بسيط من بنية السن، فيعالج في هذه الحالة باستخدام التاج ،فبعد إزالة وإصلاح الجزء المتضرر من السن بشكل مدروس .يوضع التاج بقية أجزاء السن التي لم تصب بالتسوس ، وتصنع مادة التاج من الزيركون او البورسلين أو البورسلان المختلط بمعادن أخري ، علاج العصب: إذا كان التسوس عميقا لدرجة أنه أدي إلي موت عصب أولب السن فإن الطبيب يلجأ إلي علاج عصب السن وذلك من خلال إجراء عملية يتم فيهااستئصال عصب السن المصاي وبعدها يتم وضع سداد أو حشوة محكمة امنع أي تسربات من الفم داخل السن ، وقد يري الطبيب المعالج أنه من الضروري وضع تاج بعد معالجة العصب ، ووسائل علاج حديثة قيد التطوير: من هذه الطرق التجربية استخدام تقنية شعاع الليزر للتحقق من تطورات فجوات الأسنان بشكل أسرع من الوسائل التلقيدية الأخري كالأشعة السينة وغيرها مت الفخوصات الطبية، وعموما فإنه اذا تم الكشف عن التسوس في مراحله المبكرة فإن ذلك يساعد علي وقف تقدم التسوس وعدم الوصول الي المراحل الأسوأ.