كتب / حسين فتحى :
هل أصبحنا فى زمن ” المسخ ” كما جاء على لسان الزعيم عادل إمام فى فيلم ” عمارة يعقوبيان ” ؟ وهل أصبح ضابط الشرطة الذى يحمل روحه على يده كل صباح عندما يخرج من منزله فى طريقه إلى عمله وكان مجرد ظهوره فى الشارع مبعثا للطمأنينة بين الناس ” بلطجى ” ولماذا تبحث وزارة الداخلية دائما عن ” كبش فداء ” تقدمه إلى وسائل الإعلام لتدارى به عجزها عن حماية أحد أبناءها حتى ولو كان مخطئ لأنه فى النهاية ” بشر ” قد يرتكب خطأ يحاسب عليه مثل غيره من الـ ” بشر ” دون أن نجعل منه ” ضحية ” ندارى بها عجزنا عن الوصول للحقيقة المجردة لتثبت وزارة الداخلية أن لا أحد فوق القانون والمساءلة ونست أنها بذلك تحولت بالنسبة لأولادها إلى ” زوجة الأب ” وتركت لوزارة العدل القيام بدور” الأم الحنون ” بدلا منها !!
” القوة هى أن تدوس وجعك تحت قدمك وتمشى مبتسما أمام كل من ينتظر سقوطك ” هذا هو ما فعله ضابط الشرطة ” المفترى عليه ” الرائد أحمد وهمان فى الإتهام الكيدى الملفق الذى وجهته له إحدى السيدات وتدعى
( منى . س . ا ) فى المحضر الذى حمل رقم 38161 جنح مركز الزقازيق من أنه قام بالتعدى على نجلها ( محمد ) ونجلتها ( منة ) وعليها هى أيضا وقام بشق ثيابها وكشف عورتها أمام الناس وأطلق أعيرة نارية فى الهواء بهدف التهديد والترويع …… إلى أخر ما جاء فى المحضر من إتهامات لا أساس لها من الصحة وهذا ما ستثبته تحقيقات النيابة العامة التى تتابع القضية بعد أن إستمعت إلى شاهد إثبات واحد على حدوث الواقعة كما جاءت على لسان الشاكية فى المحضر وهو سائق السيارة الميكروباص ويدعى ( محمد . ا . س ) والذى كان موقفه غريبا كما جاء على لسان بعض شهود النفى الذين سيدلون بشهادتهم لاحقا لأنه على حد قولهم السبب وراء إفتعال الأزمة منذ بدايتها بسبب إصراره على تحصيل جنيه زيادة عن الأجرة المقررة ( 5 جنيه ) من كل راكب نظير توصيلهم حتى ميدان الزراعة بدلا من نزولهم فى الموقف الذى يبعد عن الزراعة بحوالى كيلو مترين وبسببه حدثت المشادة بين السيدة التى كانت تجلس فى المقعد الخلفى للسائق مع الفتاة التى كانت تجلس بجواره بمفردها ودفعت له أجرة المقعدين معا .. وعندما إعترضت السيدة ورفضت دفع الزيادة وإحتدت على السائق قامت الفتاة بمخاطبتها هى وبقية ركاب السيارة قائلة ” يا جماعة عادى ده جنيه ” لتفاجئ بالسيدة وقد ثارت ثائرتها وهى تقول لها ” وما شأنك انت ” ؟ وقبل أن ترد الفتاة فوجئت بالسيدة ونجلتها تهجمان عليها ويجذباها من شعرها وينهالا عليها بمشاركة نجلها أيضا بالضرب والركل بطريقة وحشية أثارت إستياء الركاب بما فيهم السائق نفسه الذى أصابه الذهول مما يحدث فقام بالتوقف على جانب الطريق من أجل إنقاذ الفتاة من أيادى السيدة ونجلاها وتدخل الركاب فى المقعد الخلفى لإبعادهم عن الفتاة وتعرض بعضهم للسب من السيدة والتهديد بتأديبهم من أقاربها وهو ما أتاح الفرصة للفتاة لتخلص نفسها من أياديهم والنزول تحت المقعد
الأمامى ومن ثم الإستنجاد بخطيبها فاتصلت به وهى منهارة فى البكاء ومرعوبة مما حدث لها خاصة وأن السيدة أثناء تهديدها لمن حاولوا تخليصها من بين يديها قالت أن الفتاة لن تنزل من السيارة على قدميها عندما تستدعى أقاربها المعروفين فى كفر الزقازيق البحرى لتأديبها هى وكل من يدافع عنها أو يخلصها من يدها ما دفع الفتاة للإتصال بخطيبها لكى ينقذها مما تتعرض له حتى أنه لم يتمكن من تبين حديثها فطلب منها إعطاء الهاتف المحمول للسائق ليفهم منه ما حدث ثم سأله عن المكان الذى وصل إليه وطلب منه التوقف عند قرية المسلمية وبطبيعة الحال كان كل هم الضابط إستيضاح الأمر وإنقاذ خطيبته إذا كانت تتعرض لمكروه جعلها تستنجد به ما دفعه لركوب سيارته للوصول بأقصى سرعة إلى مكان السيارة دون أى ترتيب من جانبه على إرتداء ملابسه العسكرية أو حمل سلاحه الميرى معه لاسيما وأنه كان فى أجازة رسمية من عمله كضابط فى فرق الأمن بسوهاج لأن كل ما دار فى ذهنه وقتها أن خطيبته تتعرض لمشكلة ويجب عليه الوصول بأقصى سرعة وعند وصوله وجد السيارة تقف على جانب الطريق كما طلب من السائق فنزل من سيارته وإتجه للميكروباص ليفاجئ بالحالة المزرية التى كانت خطيبته عليها وآثار الضرب على وجهها وشعرها ما أثار حفيظته وتحول إلى شاب مثله مثل أى شاب فى مكانه وخطيبته متعدى عليها بالضرب وأشارت له على السيدة ونجلاها ففتح باب السيارة وأنزل نجل السيدة الذى كان جالسا بجوار الباب وإنهال عليه بالضرب بينما ظلت السيدة ونجلتها بالسيارة حتى نزل ركاب السيارة ولحقوا به ومعهم بعض أهالى القرية الذين تجمعوا ليفهموا الموضوع ووجدوا جميعهم أن الضابط وخطيبته على حق فخلصوا نجل السيدة من يد الضابط الذى كان يرغب فى إصطحابه للمركز لتحرير محضر بما حدث وطلبوا منه تركه مقابل إعتذاره لخطيبته وكانت السيدة فى هذه الأثناء تجلس فى الميكروباص تبكى وتتوسل للواقفين إقناع الضابط بعدم إصطحاب نجلها للمركز مقابل أن تقوم هى بالإعتذار لخطيبته وتقبيل يدها ولكن الفتاة رفضت وطلبت من خطيبها ترك الشاب نجل السيدة والإكتفاء بما حدث إستجابة لطلب ركاب الميكروباص وأهالى قرية المسلمية وبالفعل يترك الضابط نجل السيدة ويصطحب خطيبته فى سيارته عائدا إلى الزقازيق .. وبمجرد رحيله وتحرك سيارة الميكروباص وعند وصولها لقرية هرية رزنة تقوم السيدة بالصراخ والعويل لجذب أنظار أهالى القرية وتدعى أن الضابط إعتدى عليها ومزق ثيابها وإعتدى على نجلها وأصابه فى رأسه بجرح من الطبنجة التى كانت معه وإعتدى أيضا على نجلتها وأصابها بجروح فى رقبتها وإنها سوف تذهب لتحرير محضر ضده مما أثار إستياء الركاب الذين شاهدوا الواقعة كاملة ولم يحدث أى شئ مما إدعته السيدة حتى أن أحد الركاب ممن يرفضوا الظلم ( سترد شهادته منفصلة فيما بعد ) إتصل بضابط شرطة صديق له ليسأله عن رقم تليفون الضابط أحمد وهمان ليحذره من المكيدة التى تدبرها له السيدة التى نجحت فى إستمالة سائق السيارة الميكروباص ليشهد معها ضد الضابط ثم حاولت بعد تحرير المحضر أن تثير الرأى العام ضد الضابط عن طريق بث الخبر على بعض مواقع التواصل الإجتماعى الخاصة بأبناء أبو كبير الذين تأثروا من تعرض إحدى سيداتهم لخدش حياءها وهتك عرضها دون أن يهتموا بمعرفة الحقيقة كما وقعت من شهود عيان لا يهمهم سوى إظهار الحقيقة وعدم إلقاء التهم جزافا وتبرئة الضابط الذى وجد نفسه فجاءة بين يوم وليلة متهما بعدة تهم لم يرتكبها خاصة وأنه تعلم فى دراسته بكلية الشرطة كيفية تطبيق القانون وليس مخالفته وأن المشاجرة التى حدثت كانت رد فعل على التعدى السافر من السيدة ونجليها على خطيبته ورغما عن ذلك ولأنه تربى فى منزله على العادات والتقاليد السليمة وإحترام السيدات فقد صب غضبه وإنفعاله على نجل السيدة فقط لأنه شارك فى التعدى على خطيبته ولم يتعرض لوالدته أو شقيقته أو يعتدى عليهما وجميع ركاب السيارة وأبناء قرية المسلمية يشهدون على ذلك بجانب أن حوادث المشاجرات تحدث كل يوم عشرات المرات دون أن تقابلها ضجة أو تصبح عناوين للصحف والمواقع الإلكترونية وحملات ممنهجة لتشويه صورة ضباط الشرطة على مواقع التواصل الإجتماعى وهذا الموقف ذكرنى بمسلسل ” كلبش ” والذى تم عرضه فى شهر رمضان الماضى وببطله الضابط ” سليم الأنصارى ” والذى قام بدوره الممثل أمير كرارة والذى إنتهت أحداثه ببراءة الضابط من التهم الكيدية والمؤامرات التى تعرض لها من داخل جهاز الشرطة ومن خارجه حتى ظهرت براءته فى النهاية وهاهو موضوع
الضابط أحمد وهمان يتحول للجزء الثانى من ” كلبش ” ويتم تصوير أحداثه فى محافظة الشرقية خاصة وأن هناك تشابه بين المسلسل والأحداث الأخيرة منها تدخل نائب برلمانى فى الموضوع وضغطه على بعض القيادات الأمنية لإدانة الضابط دون أن يتحرى الدقة أو يستعلم عن الحقيقة رغم أنه كان ضابط شرطة فى يوم ما لمجرد إشعار أهل دائرته بأنه يساندهم ويقف معهم والحقيق التى يعلمها الجميع هى أن النائب يبحث عن إستعادة الشعبية التى فقدها داخل الدائرة بالمزايدة على موضوع أحمد وهمان خاصة وأن أحدى الصفحات التى تصدر عن أبو كبير على مواقع التواصل الإجتماعى ذكرت فى رسالة على لسانه لأبناء أبو كبير قسمه بالله بأنه يتابع مجريات الأمور مع الأجهزة المسئولة وتحريات فريق البحث والسادة الأفاضل ضباط أبو كبير ونسى أن المحضر تم تحريره بمركز الزقازيق وإن كان يحسب له حرصه على القول بأن صوت صاحب الحق أصبح عالى جدا والمخطأ سيدفع ثمن خطأه ولابد من معاقبة الجانى حتى ولو كان أخوه والمحضر الآن قيد التحريات وربنا يوفق رجال البحث حتى يسود العدل ويأخذ المجنى عليه حقه من الجانى !!