كتب : بشير حافظ
“القمح الليلة ليلة عيده”.. مازالت تلك الأغنية الشهيرة التى قدمها الفنان الراحل محمد عبد الوهاب فى عام 1948، هى الأغنية المميزة لموسم حصاد القمح فى مدن وقرى محافظات مصر المختلفة، بعد مرور أكثر من 70 سنة على إطلاقها، فهى السحر الخاص لكل مزارعي القمح الذين ينتظرون هذا الموسم، لبدء تجهيز الأراضى والمحصول فى مارس وأبريل للحصاد، ثم يستكملون التوريد للقمح فى مايو وحتى نهايته.
وشهدت محافظة الشرقية إنطلاق موسم الخيرات والبركات وبشائر الخير، بحصاد كميات القمح، وبدء توريدها للشون والصوامع، لتوفير اللازم للمواطنين من كميات القمح، لتنعم مصر بالخير والأمان الغذائي لأبناء الشعب المصرى، فى ظل الظروف الراهنة لأزمة إنتشار فيروس كورونا حول العالم.
وأكد المهندس نبيل عسكورة مدير عام إدارة تموين ههيا ، أن محافظة الشرقية صاحبة أكبر مساحة منزرعة بالقمح بمصر، حيث بدأت محافظة الشرقية في حصاد المحصول الذي يبشر بالخير هذا العام والسمبلة سليمة وحبتها كبيرة.
وأوضح المهندس نبيل عسكورة ، في تصريحات خاصة ل” عيون الشرقية الآن” ، أنه قد تم توريد ٥١٠ طن قمح حتي ظهر اليوم السبت لصوامع ههيا.
من جانبه أوضح المهندس مصطفى الحفناوي مدير عام صوامع ههيا ، أن مراحل توريد القمح للصوامع ، تبدأ المرحلة الأولي بالوزن والفرز وتبدأ أول مراحل توريد القمح بوزن السيارة علي ميزان «بسكول» ويكون متواجدا بجوار البوابة الرئيسية من أجل وزن الحمولة، تلي هذه المرحلة مرحلة الوزن مباشرة وهي قيام مجموعة من الأفراد يطلق عليهم أعضاء ولجنة الفرز يمسكون أداة حديدية طويلة لفرز الأقماح وتحديد درجة النقاوة والرطوبة ونسب خلوه من الطين والحصي والقصل وإعطاء الدرجة والتي تنقسم إلي ثلاث درجات “أولي وهي الأعلى وتم تحديد سعرها ٧٠٠ جنيه، والثانية وهي الوسط وتم تحديد سعرها ٦٨٠ جنيها، والدرجة الثالثة والأخيرة وتم تحديد سعرها بـ ٦٧٠ جنيها ” ، وتأتي مرحلة “التفريغ” ، فبمجرد إنتهاء مرحلة الفرز وتحديد الدرجة يتم توجيه السيارة أو الجرار إلي مكان التفريغ والشفط والتي حيث يقوم مجموعة من العمال بتفريغ الأجولة في صندوق كبير به غربال ومواتير لشفط الغلال وتحويلها إلي التخزين بالصوامع.
وأكد الحفناوي ، أنه تأتي بعد ذلك مرحلة “التحكم ، فبمجرد التفريغ والشفط تبدأ مهام غرفة التحكم وهي عبارة عن غرفة إلكترونية مزودة بأجهزة تحكم وتوجيه “تحكم” بكمية الغلال الداخلة إلي الصوامع و”التوجيه” إلي أحد الصوامع الثلاث الكبري عن طريق سير كهربائي وعقب إنتهاء التحكم والتوجيه يتم إغلاق الصوامعة تلقائياً وخاصة أنه محدد لها كمية معينة وبمجرد الوصول الي الحد المسموح به يتم غلقها إلكترونياً دون تدخل أي عنصر بشري ، وتأتي مرحلة “الوزن فارغ”، وهي عبارة عن وزن السيارة مرة أخرى، وهي فارغة وخصم الحمولة كليا من وزن السيارة فارغة ويتم إعطاء المزارع علما بالميزان حتى يتمكن المزارع من الحصول علي مستحقاته المالية.
وكان الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية. قد تابع مع مدير مديرية التموين سير عملية توريد الأقماح لصوامع وشون المحافظة والبالغ عددها 52 صومعة وبانكر وشونة مطورة حكومية وخاصة تكفي لتخزين إحتياجات المحافظة من القمح لهذا العام مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة للتفتيش والمرور على الصوامع والشون المطورة للوقوف علي مدى جاهزيتها وإستقبالها للأقماح الجديدة والتأكد من مراعاتها لكافة الإشتراطات اللازمة لعملية التخزين بطريقة سليمة وصحية.
وأوضح محافظ الشرقية أن إجمالي كمية الأقماح المحلية المورده حتي اليوم بلغت 4767 طن و 101 كيلو قمح لافتاً إلى أن توريد اليوم من الأقماح بلغ 2182 طن و 695 كيلو قمح ، مشيراً إلى أن إجمالى المساحة المنزرعة قمح هذا الموسم بنطاق دائرة محافظة الشرقية 417ألف و822 فدان وأنه تم حصاد 21985 فدان حتى الآن.
ناشد المحافظ المزارعين بالإلتزام بتوريد القمح للصوامع والشون المطورة والمخصصة لهذا الغرض منعاً لحدوث مشاكل والحفاظ على المحصول من الإهدار والتلف مؤكداً إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيادة في كميات القمح الموردة بعد عمليات الحصاد بمختلف قرى ومراكز المحافظة.