التجارة الإلكترونية؛ كيف بدأت وإلى أين وصلت؟

منتصف تسعينيات القرن الماضي كانت البداية لانتشار مفهومالتجارة الإلكترونية؛ حيث بدأت بعض الشركات الرائدة حينهابتعريف الجمهور المستهلك بآلية جديدة لبيع وشراء السلعوالمنتجات، تعتمد بتسويقها ووصولها إلى الفئات المستهدفة علىالإنترنت والمنصات الإلكترونية المختصة، إذ يتم عرضهاواستعراضها بمجرد تسجيل الدخول إلى تلك المواقع وتصفحها منخلف شاشات أجهزة الحاسوب.

مع تطوّر الأداء الإلكتروني وتحديث أشكال وأنواع الأجهزة التييمكن ربطها بالإنترنت، وظهور ما يُسمّى بالإنترنت المتنقّل ومعمرور الوقت تغيّرت أساليب هذه التجارة، لتصبح في يومنا هذاعلى شكل إعلانات يضيفها المستخدم البائع سواء كان فرداً أمشركة؛ لتظهر على المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكيةبشكل مصنّف بحسب الأقسام الموجودة التي تعتمد على طبيعةالسلع والخدمات المسموح بتداولها بين المهتمين داخل وخارج البلدالواحد.

قدمت التجارة الإلكترونية للاقتصاد المحلي والدولي العديد منالمميزات التي سهلت من عمليات التداول التجاري بين المستفيدينوالمهتمين؛ ضمن إطار لا يتطلب تحديد وقت ومكان لإتمام البيع منجهة، مع إمكانية الإطلاع على عدد كبير من العروض للمنتج الواحدأو لمنتجات عدة تعود ملكيتها لشركات أو أفراد من جهة أخرى، إضافة إلى قدرة المستخدم تصفّح العروض الأكثر رواجاً والاستفادة من الخصومات الموسمية وغير ذلك الكثير.

التجارة الإلكترونية في الوطن العربي

بالانتقال إلى المنطقة العربية وشكل التجارة الإلكترونية السائد فيها؛ فقد ظهر إلى جانب ما سبق من مواقع وتطبيقات تعتمد على عرضما يقدمه البائعين (أفراداً وشركات) حول العالم من منتجات وسلع؛ ما يسمّى بمنصات إلكترونية تعتمد آلية البيع والشراء فيها علىالتسويق عبر إعلانات مبوّبة؛ يقوم المستخدم نفسه بإضافتها؛ باختلاف رغبته ببيع سلعة/خدمة معينة أو طلب الحصول عليها. السوق المفتوح أحد أهم تلك المنصات التي نجحت بأن تكون نقطةالتقاء البائعين والمشترين من أفراد وشركات داخل حدود البلدالواحد لتقديم العروض أو الإطلاع عليها، ثم التواصل مباشرة فيمابينهم لمعاينة المنتج والاستفسار حول الخدمات ثم إتمام الاتفاق علىأرض الواقع.

يستطيع مستخدمو السوق المفتوح ممّن يصلون إليه عبر الموقعالإلكتروني أو أحد تطبيقات الهواتف الذكية؛ التمتّع بسرعةالحصول على نتائج مُرضية من حيث: الأسعار، عدد المشاهدات، الموقع، قابلية البدل أو التفاوض، ردود أفعال المهتمين، إتمام عملياتالبيع والشراء خلال أقل وقت وبأقل مجهود، إضافة إلى مزايا أخرىيلتمسها المستخدم أيّاً كان عند قيامه بالإعلان أو البحث عبر هذهالمنصة.

الجدير بالذكر هُنا أن تعدد الخيارات على المنصات الإلكترونية التيتدعم وتعمل بمبدأ التجارة عبر الإنترنت أو التجارة الإلكترونية كماهو متعارف عليها؛ كان لها الأثر الإيجابي المتنامي مع مرور الوقتعلى المستخدمين، فعلى سبيل المثال تجد أن البائع يقوم بالترويجلعروضه على نطاق واسع، بالمقابل يستطيع المستهلك أن يُعلن عنحاجته أو رغبته بالحصول على منتج / سلعة / خدمة ما بمواصفاتمعينة. من ناحية أخرى؛ تشمل عروض البيع المُعلن عنها على عددضخم من المنتجات المتنوعة، منها ما هو جديد ومنها ما هومستعمل، وفي هذا إنعاش لحركة التداول المالي بين الأفراد – الأفراد من جهة  والأفراد – الشركات من جهة أخرى.

إن وصول الأعمال التجارية إلى مرحلة الإدارة والتنفيذ عبرالإنترنت، أو بالأحرى عبر منصات إلكترونية تسويقية تجمع ما بينالمستفيدين هو أحد مظاهر العولمة التي جعلت من العالم قريةصغيرة، بل ونجحت رسمياً بتسهيل سُبل الحياة وتسريع آليةالحصول عليها.

قد يكون السؤال إلى إلى وصلت التجارة الإلكترونية؛ لكن ومعاستمرار تطوّر الحياة التكنولوجية واعتبارها جزءاً أساسياً منحياتنا اليومية؛ من الأصح أن نفكّر إلى أين ستصل بمعاييرها وآليةعملها؟!..