✍️ ناديه ديهوم
كانت “عنود” صاحبة الـ16 عام، تتجول مع إحدى صديقتها بالمول، بعد الإفطار في رمضان، حتى التقت بزميلتها “جنى” والتى نظرت لها “من فوق لتحت” بنظرات استنكار دون داعي قبل ان تتبادلا السلام.
بادرت “عنود” بالحديث قائلة: “بتبصى ليا بطريقة وحشةليه؟ عملنالك حاجة”، وقالت “عنود” في المحضر : “عمرنا ما كان في مشاكلنا بينا.. وجنى لسة ساكنة بالتجمع من فترة قريبة”.
اكملت “عنود” تجولها مع صديقتها في المول وبعد اقل من ساعة أتاها اتصال من أسرتها قائلين: “تعالى حالًا في بنت وأمها تحت البيت عندنا.. عاوزينك علشان يحلوا مشكلة معاكِ”.
شعرت “عنود” بالقلق وعلى الفور اخذت سيارة أجرة إلى منزلها، وكان تقول في نفسها “في شر مستنيني”، ووصلت بيتها، وكان الطريق أمامها ظلام ومن حيث لا تدري فاجأتها “جنى” وأمها وخالتها بالضرب.
حاولت “عنود” أن تهرب وتصرخ : “يا طنط معملتش حاجة”، ولكنها لم تستطع فكانت الضربات واللكمات أسرع من كل شيء، وكانت “جنى” وأمها وخالتها على اتم الاستعداد للهجوم على “عنود”، فأخرجن آلات حادة “مفاتيح” ، وشفرات حلاقة “أمواس” وشوهوا ذراعها ورأسها وظهرها، وقالت “عنود” : “طنط مسكت راسي ووقعتني على الأرض”.
وبعد الصراخ والمشادة نجحت “عنود” من الإفلات من إيديهن بأعجوبة: “جريت على الشارع العمومي”، والدماء كانت تسيل منها بغزارة وتغطي جسدها الضعيف، لتقابل خالتها “تشتري حاجات من السوبر ماركت”، لتصرخ قائلة: “مين اللى عمل فيكِ كده”.
وقبل ان تفقد “عنود” وعيها، مرت “جنى” وأهلها بجوارها وهو يصحين في تحد لها: “إحنا علمنا عليكً”، وثلاثتهم توجهن لقسم الشرطة لعمل محضر تعدى ، وهددن المجنى عليها قائلين: “مش بيهمنا حد ممكن نضربك تانى وهنمشيكم من التجمع”.
لم تمر دقائق معدودة حتي فوجئ ضباط قسم شرطة التجمع الثالث بسيدة أربيعينة قالت إنها والدة “عنود”، واتهمت زميلة ابنتها وأمها وخالتها بالشروع في قتل أبنتها، مرددة : “عاوزة حق بنتى”، وأخرجت هاتفها المحمول وعرضت على الضباط صور ابنتها والجروح تعم ذراعها وظهرها ورأسها، ليواجه أحد الضباط أهل “جنى”: “إيه رأيكم؟ شكلكم كنتم معورين نفسكم!”.
قالت والدة “جنى” لوالدة المجنى عليها بنبرة مليئة بالتهديد: “أحنا هنعمل محضر قصاد محضر، و الأحسن نتنازل علشان محدش فينا يتحبس”، لترد أم الضحية بكسر خاطر: “بنتي مصعبتش عليكم ولا على أحد من اللى كانوا واقفين بالشارع”.
من جانبها قررت نيابة التجمع الثالث إخلاء سبيل “جنى” ووالدتها وخالتها بكفالة مالية، وأثبت تقرير المستشفى إصابة المجنى عليها بجروح قطعية في الظهر استوجبت 50 غرزة، وجرح آخر في الذراع استلزم 17 غزرة، وجرح بالقرب من شرايين اليد أدى إلى 4 غرز.