كتبت- منال عادل
يحتفل الامام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعيد ميلاده الخامس والسبعين اليوم الأربعاء الموافق 6 يناير 2021، مسيرة طويلة قضاها امام المسلمين من دشنا في محافظة قنا التي ولد بها وحتي أصبح الرمز الأول للمسلمين في العالم.
ولد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب في منطقة (دشنا – محافظة قنا) بجمهورية مصر العربية عام 1946، والتحق بـجامعة الأزهرحتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، ومن ثم شهادة الماجستير عام 1971، وبالتالي درجة الدكتوراه عام 1977. وتولى مشيخة الأزهر الشريف في 19 مارس 2010. ويلقب “بـالإمام الأكبر” وعمل في عدد من الجامعات، منها: جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة قطر، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية – باكستان.
ويعدّ الدكتور أحمد محمد الطيب الإمام الأكبر، شيخ جامع الأزهر، شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعدِّدة.
وشخصيته، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني.
وقد تجلت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي برزت أثناء مشيخته للأزهر الشريف، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.
ويجمع بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلا عن العربية.
وفي يوم 19 مارس 2010 أصدر الرئيس محمد حسني مبارك قرارا بتعيينه شيخا للجامع الأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي.
وكان أحمد الطيب عضوا بأمانة السياسات بالحزب الوطني وعندما عين شيخا للأزهر رفض في البداية الاستقالة من الحزب الوطني الديمقراطي بذريعة عدم وجود تعارض بين الاثنين، ولكنه استقال من الحزب في النهاية، وعن احتمالية تبعية الأزهر للنظام السياسي قال الطيب “إن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة على عاتقها، لكن الأزهر لا ينبغي أن يكون ضد الحكومة؛ لأنه جزء من الدولة وليس مطلوباً منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة، وعندما جئت شيخاً للأزهر وافق الرئيس مبارك على استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني كي يتحرر الأزهر من أي قيد” ويؤيد الطيب جعل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين من قبل رئيس الجمهورية.
وبادر الطيب في أبريل 2011 برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها كراتب منذ توليه مسؤولية مشيخة الأزهر الشريف كما طلب العمل بدون أجر دعما للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة بعد ثورة 25 يناير.
وجمد الأزهر الحوار مع الفاتيكان في 20 يناير 2011 إلى أجل غير مسمى بسبب ما اعتبره تهجما متكررا من البابا بنديكت السادس عشر على الإسلام ومطالبته ب”بحماية المسيحيين في مصر” بعد حادث تفجير كنيسة “القديسين” بمدينة الإسكندرية. بدوره اعتبر أحمد الطيب أن حماية المسيحيين شأن داخلي تتولاه الحكومات باعتبار المسيحيين مواطنين مثل غيرهم من الطوائف الأخرى، ويرفض الأزهر إعادة العلاقات مع الفاتيكان إلا بعد اعتذار صريح من البابا بنديكيت السادس عشر.
أعقبت تلك التصريحات قطيعة مع الفاتيكان استمرت خمس سنوات، التقى الشيخ الطيب بعدها لأول مرة البابا فرنسيس في مايو 2016 بالمقر الباباوي في الفاتيكان. أكد رجلا الدين خلال لقائهما على “رفض العنف والإرهاب”. أعقب ذلك لقاء ثانيا في مصر في أبريل 2017 خلال زيارة البابا فرنسيس لحضور المؤتمر العالمي للسلام الذي أقيم بقاعة مؤتمرات الأزهر، ثم لقاءا ثالثا في الفاتيكان في 7 نوفمبر 2017 للمشاركة في الملتقى العالمي الثالث للسلام. التقاه الرابعة على هامش زيارته للفاتيكان في 16 أكتوبر 2018، وفي فبراير 2019 في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، التقى الطيب فرنسيس مجددا في القمة العالمية للأخوة الإنسانية، التي نظمها مجلس حكماء المسلمين، ووقعا على وثيقة الأخوة الإنسانية.
وعن إسرائيل، يرفض الطيب مصافحة شيمون بيريز أو التواجد معه في مكان واحد؛ لأن « مصافحته ستحقق مكسباً، لأن المعنى أن الأزهر صافح إسرائيل، وسيكون ذلك خَصماً من رصيدي، وخصماً من رصيد الأزهر؛ لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات، وهو أمر لا أقرّه إلى أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في مستهل فترته شيخا للأزهر رفض الطيب التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية الجديدة في المسجد الأقصى، وعلل موقفه بأن تنديده لن يسفر عن جديد يذكر.
من مؤلَّفاته:
الجانب النَّقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي
تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني
بحوث في الثقافة الإسلامية، بالاشتراك مع آخرين
مدخل لدراسة المنطق القديم
مباحث الوجود والماهية من كتاب (المواقف)، عرض ودراسة
مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية،
أصول نظرية العلم عند الأشعري،
مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف: عرض ودراسة.