كتبت – أسماء عبدالمقصود
أقيم ملتقى الفكر، أمس، بمسجد الإمام الحسين “رضي الله عنه” تحت عنوان: “،فروض الكفايات”، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح.
أكد عبدالله النجار أن الله “عز وجل” أوجدنا للطاعة والعبادة، حيث يقول عز وجل: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، والعبادة لا تكون إلا بما شرعه الله عز وجل، فهو لا يحب أن يعبد إلا بما شرعه، ولم يترك اختيار العبادة للعباد حتى لا يتفرقوا في المذاهب.
حيث أراد منهم أن يكونوا على صراطه المستقيم، والمطلوبات الشرعية التي أمر الله بها تنقسم إلى قسمين، قسم يؤديها الإنسان بنفسه دون إنابة ومنها الإيمان بالله والصلاة والحج، وهو ما يسمى فروض الأعيان، ولا تبرأ ذمة العبد حتى يؤديها بنفسه، كما قال الله “عز وجل”: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا”،والمصلحة تعود على الإنسان وهي براءة الذمة.
وأما القسم الآخر، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهي فروض الكفايات، وسميت بذلك من باب إضافة الشيء إلى سببه، لأن الله فرضها لتكون كفاية، فلا تجب على إنسان بعينه ويخاطب بها جموع أناس أكفاء لديهم القدرة للقيام بهذه الشرعية، من باب إسناد الشيء إلى أهل الكفاءات، كمثل قول الله عز وجل حكاية عن نبيه يوسف “عليه السلام”: “قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”.
فهذه الفروض لا يمكن أن يؤديها شخص واحد، فهي واجب عام على الأمة ككل، كالمصالح العامة التي تتعلق باستقامة أمور المجتمع، كالمحافظة على الحدود وحفظ أمن المجتمع ورعاية مصالحهم، ولكن إذا تم تعيين أناس للقيام بهذه المهام لكفاءتهم يتحول الأمر في حقهم إلى فرض العين.