كتبت/ دعاء عبد العزيز
يتمنعن وهن الراغبات يطلق الجميع هذه الجملة عند معرفتهم بوجود بنت لاتريد الزواج فيبدأ حديثهم بالإستهزاء والسخرية وكأنهم متأكدون أن البنت ترفض الزواج من باب التسلية وأنها تريد أن تلفت نظر من حولها فى أنه لا يوجد لديها رغبة فى الزواج وبداخلها فهى منتظرة فارس الأحلام على أحر من جمر، وكأنها تطبق المثل الشعبى الذى يقول (نفسى فيه واقول….).
وبالرغم من أنهم يعرفون أن أصابع الأيدى ليست مثل بعضها الإ أنهم يجمعون كل من قالت لا للزواج تحت عنوان (يتمتعن وهن الراغبات).
ولا يعطون لأنفسهم البحث حول الحقيقة الموجودة تحت أنظارهم بل يغضون أبصارهم عنهم.
وكأن البنت هى محور مشاكل الزواج التى أدت الى ارتفاع العنوسة بتبطرها على الزواج ورفض كل من يتقدم لها حتى تظهر دلالها .
ومن هنا تيجى حكمة ستى وستك الى قالو (دا من كتر خطابها بارت)،وهنا تبدء الحكاية والبنت بقت غلطانه وبقولة آه تنهى الحكاية على أول راجل يجى من الحارة، لكن فى الحقيقة هيا انهت حياتها بدل ماتنهى الحكاية.
وكأن لابد من البحث حول الحقيقة ومعرفة الأسباب من أصحاب الحكاية وبالفعل قد رصدنا بعض أسباب مخاوف البنات من الإرتباط والزواج،وقد اتفق البعض أن الخوف الحقيقى هو سوء اختيار شريك الحياة وأنه إذا حدث ذلك بالفعل ستكون صدمة لا مثيل لها وستصبح الحياة بلا معنى أو ستتوقف الحياة حتى الممات،وكأنهم يسيرون على منهج المثل الشعبى الذى يقول(يامأمنه للرجال يامأمنه للمياه فى الغربال).
وقد جاء على لسانهم ما يدل على هذا المعنى تقول أ.ع (خايفه مايراعيش ربنا فيا ويكون فى الخطوبة حاجة وبعد الجواز حاجه)،اما ر.ن(خايفة اتجوز شخص مش مناسب بمجرد انى لازم اتجوز وخلاص فكرة انك تلاقى الإنسان المناسب اللى تتقبليه ويتقبلك وإنك تكملى معاه كل حياتك صعبة اوى)وقالت م.ر (خايفه مش يصونى ولا يتقى ربنا فيا خايفه يطلع كداب وخاين ويمد ايده عليا خايفه يقول لصحابه اسررنا خايفه اتبهدل،لما جربت قبل كده واتخطبت وطلع بخيل وكداب وبتاع بنات ومبيعملش حاجه من دماغه وفى الاخر يعمل اسكرينات لكلامى واتكلم عنى وجش لما سبته)وقالت ر.ن (الخوف من الشخص دا هيبقى معايا ولا ضدى هل يستاهل اسيب أهلى وبيتى وأعيش معاه هيبقى ليا سند بمعنى الكلمة هيساعدنى احقق حلمى وأوصل لهدفى ولا هيدافع عنى ويعملى قيمة قدام أى حد هحس معاه بالأمان اللى ارتاحله واطمنله هيكون لابد سند بجد هيحبنى زى منا كده احنا خايفين ندخل التجربة جدا).
وآخربات ذكرن أسباب مختلفة مثل “آيه” (خايفه من المسؤلية أنا كده برنسيسة فكرة انك تتحولى من كل حاجه هقول لماما وبابا لبعد كده انتى القرار فى ايدك، فكرة أن انتى اللى هتتحملى كل حاجه وعشان كده لازم الطرف التانى يكون عنده حكمة وتفاهم وعقل عشان يساعدنى على ان اختار صح واتصرف صح ودا بقى اجيبه منين)
وكأنها تبحث عن شىء لا وجود له أو صعب المنال عندما قالت «اجيبه منين» ويرجعوا يقولو( دا ناقصات عقل ودين )أيعقل ان تكون فتاة مثل هؤلاء تفكر بهذا الأسلوب وتكون ذو عقل ناقص.
أما المدهش حقا هو ماقالته آلاء فقد قالت(الخوف بيكون مبنى على حاجات شفناها قبل كده فى حياتنا ممكن علاقة أبوه وأمه مكنتش مستقرة فدا بيربى عنده خوف جواه من إن الموضوع يتكرر معاه.
أو بتكون فى علاقات كتير مش ناجحه قدامه فدا بيكون سبب إنه يشترى دماغه ويشوف حياته من خلال حاجات هو نفسه يعملها،أو انه يكون مر بتجربة قبل كده واستنفز فيها كل مشاعره واتعرض لخذلان من الشخص دا فبيفقد الثقة فى كل الجنس الآخر ودا بيبقى نتيجة اختياره الغلط.
وفى ناس تانية بتكون خايفه من المسؤلية ودول أشخاص بتكون بتبص من وجهة نظر عقلانية شوية بس بعد فترة الناس دى بتغير وجهة نظرها واحدة واحدة وبتحاول تستوعب الموقف ودول خوفهم بيكون مؤقت غير الناس اللى بيكونوا متأثرين نفسيا)فقد قسمت الخوف الى ثلاث مراحل ولمست سبب من أهم الأسباب الذى دائما نتغاضى عنه ونوهم أنفسنا بأن حياة أبنائنا ستكون الأفضل، فكيف ستكون الأفضل وهم مدمرون نفسيا وتشويههم من الصغر بسبب علاقة أبواه الغير ناصجة؟فأقل شئ سيتسرب بداخل الأبناء هو الخوف من الخوض فى هذه المعركة.نعم فهى معركة حيايتة و لا شبيه لها على الإطلاق.أما السبب التانى وأغلب البنات يخشون منه وهو فوبيا العلاقات الغير ناجحة كما ذكرت آلاء ان السبب هو وجود علاقات عير ناجحة أو المرور بتجربة شخصية غير موفقه.أما الذى استوقفنى حقا ماقالته فاطمة وهو (خايفين نتجوز عشان مش نعيش أيام أسوء من اللى عشناها قبل الجواز وكفاية صدمات فى الحياة خايفين نكره كل اللى حبناهم ميكونوش قد الثقة اللى حطناهم فيها عشان خايفين يبطلو يحبونا أو يسيبونا).فتاة فى أوائل العشرينات تفكر هذا تخشى الحياة الزوجية الأبدية لكثرة صدماتها بالحياة.وهنا لابد وأن نقف للحظات لنستوعب ماقالوه هؤلاء،فتيات بربيع عمرهم يفكرون هكذاوالآن لم يعد فارس الأحلام بحصانه الأبيض هو محور إهتمام الفتاة،بل أصبح الرجل المناسب هو سر من أسرار الحياة نبحث عن حله وعند سؤالهم ماهو الحل؟ اتفقوا جميعا على إجابة واحدة وهى «لانعرف» ولكن نحن جالسون فى بيوت أهلنا حتى يأذن القدر بقدوم الموعود.
وتقريبا كده هما بيطبقوا الحكمة اللى بتقول قبل ان تبحث عن نصفك الآخر تأكد ان نصفك الأول مكتمل ومستعد للنصف الثانى. ولم تكتفى بهذا بل بحثنا حول آراء الزوجات عن الزواج فقد اتفق البعض منهم على أن الزواج هو سنة الحياة لكن المسؤلية صعبة جدا وهذا ماجاء على لسان نورا (الجواز حلو طبعا وسنة الحياة بس الحياة عمتا مبتخلاش من المشاكل والصعوبات)أما سماح(الجواز حلو مع حد فاهمك وفاهم دماغك معاكى من زمان وعارف طبعك ومتقبله بس المسؤلية صعبة سواء على الزوج أو الزوجة بس كل حاجة بتعدى بالصبر وإننا نستحمل بعض ونتغاضى عن اى صعوبات بتمر بسهولة مع الوقت)كما قالت آيه(الجواز حلو بس احنا تافهين جدا وأصغر من اننا نشيل مسؤلية الجواز، ومحدش يقولى هيا فين المسؤلية دى عشان فكرة أصلا إنك مسؤلة عن بيت كامل ومسؤلة عن كل كبيرة وصغيرة فيه دى تخليكى بتفكرى فى كل حاجه بس برضو كله بيهون مع حنية جوزك وتفاهمه معاكى).وهذا يعنى أن الزواج يحتاج إلى فتاة عاقلة وفتى ناضج حتى تكتمل الحياة الزوجية.
مهو اصل الجواز مش سلق بيض عشان كل ولد وبنت يتجوزوا بمجرد انه لازم يتجوزوا.
أما المضحك هو رأى إسراء عن الزواج فقالت(إن اللى اتجوزوا خدوا على قفاهم)
رد صادم جدا ولكن فقد فسرت المعنى وراء هذا الكلام وقالت (خدوا على قفاهم من المسؤلية من حياة جديدة ومختلفة الجواز صعب أوى ومحتاج ناس قوية والقوة دى مبتجيش غير لما الراجل يكون حنين ومتفاهم هو دا اللى بيخلى الست تبقى جامدة وتقدر تواجه الحياة ولو الراجل وحش يبقى كده فعلا خدت على قفاها).
فحقا صدق من أطلق الحكمة التى تقول (من سئم من الحياة السعيدة فليتزوج)وهذا ماتقع فيه معظم الفتيات المدللات فى بيوت أبائهم فهم كالمليكات أما بعد الزواج فهم كالراهبات فى الحياة الزوجية فكل شىء ينقلب على عقب.
لذلك لا بد من التمعن الشديد والحرص عند اختيار شريك الحياة،فالحياة الزوجية ليست شىء هين
فهى معركة حياتية تحتاج إلى بطل وبطلة وهى غير كل المعارك فجميع المعارك تحتاج إلى قائد واحد ومساعدين أما هذه التجربة تحتاج إلى قائد وقائدة فلا بد من أن يكون الإثنان متفاهمين وناضجين عقليا.
والجدير بالذكر أن المودة والرحمة هى الأرض التى يبنى عليها الأساس،والحب هو الأساس الذى يجمع تفاصيل الحياة،والحياة تكتمل بالتفاهم والصبر.
فمن حقك ان تخافى وتحشى الحياة الزوجية ولكن لا تجعلى خوفك يسيطر عليكى،وتوقفى عن سؤال (هل الزواج حلو أم لا) فالزواج ليس بتفاحة لكى نسئل عن طعمها والزواج ليس بطيخة كى تصبح حمراء أو بيضاء.
الزواج قرار وإرادة وإختيار الشريك المناسب الذى يستطيع أن يكون لكى سندا وأياكى أن تسيرى بنهج المثل الذى يقول (ضل راجل ولا ضل حيطة)،فأحيانا الحائط يكون أفيد لكى فقبل أن تختارى الظل إختارى الرجل المناسب.
وياحواء الذى خلقت من ضلع أعوج لآدم قبل أن تتمنى «عليا» فكونى أنتى «فاطمة».
يقول الله تعالى:ومن يتق الله يجعل له مخرجا”
فعليكى أن تتقى الله فى نفسك وأن تحافظى على قلبك ومشاعرك وتكونى مثل الجوهرة وتسيرى خطواتك بعقلك لا بقلبك حتى يأتيكى «عليا».
فالله لا يظلم أحدا حتى تكونى فاطمة ويبعث لكى أبو لهب، ولا تبكون على أحدا لم يأذن القدر لكم بالإرتباط به «فربكم أعلم بما فى قلوبكم» ومهما كان تعلقكم بما اخده الله منكم فهو خيرا لا محال مادام الله آراد ذلك.
فالصبر يا مليكات الكون وانتظروا فارس الأحلام ليالى وشهور وسنوات دون يأس ولا تستسلموا لكلام من حولكم فلا أحدا سيمسح لكى دمعة ولا أحد سيعيش مكانك،فلا تخشى الزواج حتى تكرهيه فهو سنة الحياة،ونعمة من الخالق لنا،وماعلينا أن نقول غير ذلك،فكيف يكون الزواج سىء ورب الكون يأمرنا به؟
يقول الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا
لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.