كتب : بشير حافظ
ألقي فضيلة الشيخ صبري عبادة مستشار وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم ، بالمسجد الكبير بقرية العزازية التابعة للوحدة المحلية بمنشأة رضوان بابوكبير ، بحضور الدكتور علي المصيلحى وزير التموين ، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية.
وتحدث الشيخ صبري عبادة ، خلال خطبته عن حب الوطن ، مؤكدا علي أنه حتي يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً، ثم الوطن ثانياً؛ إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحُث الإنسان على حب الوطن؛ ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودّعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ». رواه الترمذي (الحديث رقم 3926، ص 880). ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية، يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر.
وقال مستشار وزير الأوقاف ، أن كل من مات من أجل التضحية والدفاع عن الوطن فهو شهيد؛ وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطاً، من هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس؛ أو من فجَّر نفسه. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه، وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدًا. اهـ
فمن مات مضحيا ومدافعا عن وطنه وهو صابر ومحتسب وموحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم؛ فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الدفاع عن الوطن وفي الباطن غرضه الدنيا أو منصب أو جاه أو غير ذلك.