تقرير- تحية محمد
إن للمعلم مكانة عظيمة في الإسلام لما يقوم به من عمل عظيم؛ فهو يعلم الناس ويعرفهم بخالقهم ويساعدهم في معرفة أمور دينهم فالمعلمون هم أشد الناس خشية من الله لذا وجب علينا أن نغترف منهم العلم ونتشربه فتتضلع منه الأجسام وترتوي به القلوب، ويلقى المعلم اهتماماً كبيراً في الدول المتقدمة التي تطمح في رفع منارة العلم والاستضاءة بعلم المعلم لما له من فضل كبير ومكانة مرموقة بين الناس فهو يسهر على إيصال العلم النافع لطلابه ووضع الحلول المناسبة لطرح المعلومات،ولذلك يجب على الآباء بذل سبل التعاون مع المعلم فيما يصب في مصلحة الأبناء حيث يتعرف من خلال المعلم على نقاط الضعف ليركزعليها ويقومها ويستطيع معرفة أخبارهم أولاً بأول؛ لكي يقوم بتدارك الخطر منذ بدايته فيسهل التعامل معه، ويلقى على عاتق المؤسسات التعليمية الأهمية الكبير في حماية حقوق المعلم والحفاظ عليها فيجب عليه الوقوف في وجه من يحاول تشتيت الناس وتشويش أفكارهم من خلال القدح والذم الذي يتعرض له المعلم أثناء مسيرته العلمية.
للمعلم مكانة عظيمة وعميقة في المجتمع إذ يجد الطلاب في معلمهم الأب الروحي الذي يأخذ بأيديهم للنجاة ويحثهم على فعل الخير ويجنبهم فعل الشر، فهو يخاف عليهم مما يضرهم ويحنو عليهم كأبنائه فيزداد الطلاب ثقة واطمئناناً له مما يبعث فيهم روح التعلق وحب التعلم فهم يستقون كل يوم ما هو جديد ومفيد ويزيد من تطورهم ويحسن من تقدمهم.
المعلم هو الذي يعلم الناس ويربيهم بصغار المسائل قبل كبارها وهو الذي يفقهم بفقه أولويات الحياة والتعامل معه وترتيبها لكي لا يتعثر فيها ولا يتمايل، فابالعلم المؤصل يستطيع أن يسير الطالب في خط مستقيم لا حيرة فيه إن كان هذا الطريق طويلا إلا أنه موصل إلى الجادة.
إن احترام الطلاب لمعلمهم أمر واجب فهو الذي يفني نفسه من أجل تعليمهم وإرشادهم لما هو نجاة لهم فيعلمه الأدب قبل العلم لكي يرتقوا به بين الناس، وإن هذا الاحترام يجب أن يكون نابعاً من القلب لا تكلف فيه ولا تصنع لأنه سرعان ما يظهر ذلك لمعلمه فهو الذي غرس فيه الأدب ليثمر ثمار العلم فيهم.
كما أن شكر المعلم والامتنان له من واجبنا نحوه؛ فقد ضحى بعمره وآثرها على نفسه حتى يوصلنا إلى شاطئ الأمان في بحر تلاطمت فيه أمواج الظلام حاملة في طياتها فن الشبهات والشهوات وهو الذي قدم الغالي والنفيس دون تقصير من أجل بناء نواة المجتمع فلا يتهاون أو يتوان في تعليم الناس الخير وتحذيرهم من الشر.