كتبت – نرمين الجمل
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن مصر ستظل على موقفها الثابت، فعلاً وقولاً، برفض تصفية القضية الفلسطينية، ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً، أو من خلال خلق الظروف، التي تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة، بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.
جاءت نص كلمة الرئيس كالتالي: “بسم الله الرحمن الرحيم، أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، رئيس القمة العربية، الأشقاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
أضاف رئيس الجمهورية، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتوجه بدايةً بالتهنئة لمملكة البحرين الشقيقة على رئاسة القمة، وأعرب عن التقدير لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال رئاستها لأعمال القمة السابقة، الحضور الكريم، تنعقد قمتنا اليوم في ظرف تاريخي دقيق، تمر به منطقتنا فما بين التحديات والأزمات المعقدة.
تابع السيسي، أنه في العديد من دولنا، إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، تفرض هذه اللحظة الفارقة، على جميع الأطراف المعنية، الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار، الذي يدفع إليه التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة.
أضاف السيسي، أن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان في القتل والانتقام وحصار شعب كامل، وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعي لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم، وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية.
بالإضافة إلى أن، أطفال فلسطين الذين قُتِل ويُتِّم منهم عشرات الآلاف في غزة، ستظل حقوقهم سيفاً مُسَلَطّاً على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولي ذات الصلة.
وبينما تنخرط مصر مع الأشقاء والأصدقاء في محاولات جادة ومستميتة، لإنقاذ منطقتنا من السقوط في هاوية عميقة فإننا، لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة في إنهاء الاحتلال، ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين.
كما وجدنا إسرائيل مستمرة في التهرب من مسئولياتها، والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، بل والمضي قدماً في عمليتها العسكرية المرفوضة في رفح، فضلاً عن محاولات استخدام معبر رفح من جانبه الفلسطيني لإحكام الحصار على القطاع.
أكد الرييس، أنه واهمٌ من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدي نفعاً أو تحقق مكاسباً، وإنّ مصير المنطقة ومقدرات شعوبها أهم وأكبر من أن يُمسِك بها دعاة الحروب والمعارك الصِفرية.
كما أضاف أن، مصر التي أضاءت شعلة السلام في المنطقة، عندما كان الظلام حالكاً، وتحملت في سبيل ذلك أثماناً غالية وأعباءً ثقيلة، لا تزال رغم الصورة القاتمة حالياً متمسكة بالأمل في غلبة أصوات العقل والعدل والحق، لإنقاذ المنطقة من الغرق في بحار لا تنتهي من الحروب والدماء.
قال السيسي، لذلك فإنني ومن هنا أمام قادة وزعماء الدول العربية، أوجه نداءً صادقاً، للمجتمع الدولي، وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية أقول لهم: “إن ثقة جميع شعوب العالم في عدالة النظام الدولي تتعرض لاختبار لا مثيل له.
أختتم الرئيس كلمته، قائلا إن تبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار، فالعدل لا يجب أن يتجزأ، وحياة أبناء الشعب الفلسطيني لا تقل أهمية عن حياة أي شعب آخر، وهذا الوضع الحرج لا يترك لنا مجالاً إلا لأن نضع أيدينا معاً.
وذلك لننقذ المستقبل قبل فوات الآوان، ولنضع حداً فورياً لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين، الذين يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وإن الأجيال المقبلة جميعاً فلسطينية كانت أو إسرائيلية تستحق منطقة يتحقق فيها العدل، ويعم السلام، ويسود الأمن، منطقة تسمو فيها آمال المستقبل فوق آلام الماضي.. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.