كتبت منال نصر
فلما اكتملت أنوثة مريم العذراء، اجتمع الأحبار للتشاور بشأنها ،وقرروا أن مدة النذر أنتهي أجلها، وكان ابن عمها يوسف النجار من أولئك الأحبار، وقد تقدم لخطبتها، فهي من سلالة طاهره، قبلت مريم العذراء السفر مع ابن عمها يوسف النجار، في الشمال لتقيم مع عمتها في الناصرة، تروض نفسها على قبول الزواج.
ولكنها اشترطت على عمتها ،أن تبقى عام كامل حتى تقبل بالزواج، عاشت مريم العذراء مع خالتها، ومساعدتها في إعداد الطعام، وجلب الماء النبع، الذي تملا منه الماء، أحست وحشة ورهبة، واضطراب في جسدها فجأة ،فشعرت بالخوف الشديد، اقبلت على الماء مسرعة، تردد دعاء الصلاة، وإذا شاب قوي وسيم الطلعة، جميل الهيئه ينظر إليها كأنه خرج من الأرض، خافت مريم وقالت، اني اعوذ بك من الرحمن أن كنت تقيا،
قال جبريل عليه السلام انا رسول الله لاهب لك غلاما ذكيا.
وارتدت الهرب منه، ولكن وحي الله هبط على قلبها ،ورأت صفا من الملائكة عن يمينها، وصفا على شمالها، هدأت نفسها ،وذهب خوفها،
قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمه منه اسمه المسيح عيسى بن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
ذهبت مريم ويوسف الي أورشليم ،حتي شعرت مريم مقدمات الوضع، فذهب يوسف بها إلى بيت لحم ،انزلها بالقرب من كهف كبير، استعمله الرعايه من قديم الزمان، مربط الماشية، و الأغنام
فجلست مريم بجوار جذع نخلة، وذهب ابن عمها يوسف النجار الي أورشليم، يستأجر لهما مكان الاقامه.
جلست مريم العذراء بجوار جذع نخلة معمرة، امامها جدول صغير من الماء،
جاءها المخاض ،فوضعت ابنها البكر ،وقامت الي الجدول غسلته ، ثم دخلت الكهف نام المسيح عيسى،
استقبلته السماء، بمظاهر البشر والترحيب،
مسح وحي الله نوره علي الوليد المبارك،
وجاء وحي الله ليطمئن مريم،
وقال يا مريم لا تحزني، قد جعل ربك تحتك سريا، و هزي اليك بجذع النخلة، تساقط عليكي رطب جنيا فكلي،و اشربي من الماء وقر عينا.