بسملة الجمل
في خطوة غير تقليدية، خرج محمد أيمن النقاش من قرية العصلوجي بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، ليحقق ما كان يعتقد أنه مستحيل في بلدته التي لم تكن تعرف شيئًا عن رياضة التزلج على الجليد، حيث قرر أن يسلك طريقًا بعيدًا عن المألوف، واختار هذه الرياضة لتحقيق حلم يراه البعض بعيد المنال.
تمكن “النقاش” من تحقيق إنجاز تاريخي بعد فوزه بالميدالية الذهبية في أولمبياد تورينو 2025 في سباق 100 متر تزلج اختراق الضاحية، ليصبح بذلك أول مصري يحقق هذا الإنجاز الكبير، وقام بتحدى كل الظروف وسبق جميع منافسيه ليثبت للعالم أن الحلم لا يتوقف على الجغرافيا أو الإمكانيات.
سافر محمد إلى مدينة تورينو الإيطالية، حيث كانت الأنظار تتجه نحو أولمبياد الرياضات الشتوية، ووضع حذاءه على الجليد ليخوض سباقًا مليئًا بالتحديات، ورغم كل الصعوبات تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية، وقام من خلالها رفع علم مصر عاليًا، وسجل اسمه في التاريخ الرياضي.
ولكن المفاجأة كانت في استقبال محمد عند عودته إلى قريته، على الرغم أنه حقق إنجازًا غير مسبوق في أولمبياد الشتاء، إلا أنه لم يستقبل بالشكل الذي يستحقه، لم ترفع لافتة على مدخل قريته، كذلك لم تنظم له أي احتفالية، بل كان حاله كحال أي شخص عاد من عمله اليومي، مما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب تجاهل تكريمه.
حمل محمد حلمًا كبيرًا وركض على الجليد متحديًا كل الظروف، ورغم أنه جعل المصريين فخورين بما حققه، ظل التكريم بعيدًا عنه، السؤال الذي يبقى مفتوحًا هو: لماذا يتم تجاهل من يفوز في رياضة شتوية، هل لأن إنجازه لا يرتبط بالرياضات الشعبية في مصر.
حقق محمد النقاش حلمه بعزيمة لا تلين، متحديًا التحديات والصعوبات، دون الحاجة إلى أن يولد في مدينة كبيرة أو أن ينشأ في بيئة تعرف الثلج، ورغم الإنجاز العالمي الذي حققه، تجاهلته محافظته ولم يمنح التكريم الذي يستحقه.
قد لا يهتم التاريخ بالتكريم المؤقت، لكنه يظل يسجل أسماء الأبطال الحقيقيين، محمد النقاش هو واحد من هؤلاء الأبطال وسيسجل اسمه في سجلات التاريخ الرياضي المصري والعالمي، وعليه أن يتلقى التقدير الذي يستحقه اليوم ليس غدًا.