جمال عبد الناصر: مائة عام على الميلاد و47 عاما على الرحيل ومازال بيننا
نذر نفسه للمعارك من أجل كرامة المواطن المصرى ووطنه العربى
من قبره يقلق الأعداء بعد رفع صورة فى ميادين الثورة من مصر لتونس لليمن
تقرير – ياسر السنجهاوى
مائة عام على مرت على مولد زعيم العروبة الخالد جمال عبدالناصر و47 عاما على رحيله ورغم ذلك وما زال الرجل حاضراً ومن قبره يقلق الأعداء ولا تزال للحديث عنه نكهة خاصة لأنه يعيدنا إلى سنوات المجد والأحلام الكبيرة فقد تلمس نبض الشارع وحاجات الناس وامتلك رؤية كسرت المفاهيم السائدة في الداخل كما امتدت إلى خارج الجغرافيا المصرية ليصبح في زمن قياسي ” قائد حركة التحرر العربي”، أو كما أُطلق عليه ـ وعن جدارة ـ تسمية: “زعيم الأمة العربية”. وبه ومعه أصبحت مصر الدور وارتقت إلى رتبة القيادة في محيطها الإقليمي
من الصحيح أن العمر الزمني لجمال عبد الناصر هو 52 سنة بحساب السنين لكنه من حيث المضمون يزيد عن الضعف فمن حصار الفالوجا إلى تنظيم الضباط الأحرار إلى حركة يوليو 1952 ومنها إلى الثورة عبر قوانين الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم إلى هيئة التحرير إلى إجلاء الإنجليز عام 1954 ودعم ثورة الجزائر إلى التصدي لسياسة الأحلاف والدفاع عن سوريا في مواجهة التهديدات التركية عام 1957 إلى الجمهورية العربية المتحدة مارس 1958 إلى الانفصال في 28 سبتمبر 1961 إلى التدخل في اليمن دعماً لثورتها في نفس العام ومنها لدعم ثوار عدن وظفار ومن تنظيم “الاتحاد الاشتراكي العربي” وميثاق العمل الوطني 1963 إلى ميثاق 17 ابريل وإجهاض الوحدة الثلاثية المصرية السورية العراقية إلى الحركة العربية الواحدة ومن بناء السد العالي إلى المصانع والقطاع العام ومفاعل أنشاص النووي وصناعة الطائرات الحربية إلى فتح الجامعات والمعاهد المصرية لينهل منها أبناء العروبة شتى العلوم والاختصاصات هذا فضلاً عن المنح وجامعة بيروت العربية التي كانت جامعة الفقراء أيامه ومن مواجهة تهديدات “إسرائيل” عام 1967 لسوريا إلى هزيمة 5 يونيو إلى لاءات الخرطوم الثلاث: لا صلح لا اعتراف ولا تفاوض مع “اسرائيل” ومن إعادة بناء القوات المسلحة إلى حرب الاستنزاف إلى أيلول الأسود إلى الرحيل المفجع في 28 سبتمر عام 1970.
هذا هو جمال عبد الناصر وهكذا يجب أن يُقرأ رجل نذر نفسه للمعارك لا حباً فيها وإنما لأنها الخيار الأوحد أمامه وإلا فالمذلة. لقد جرب من جاء بعده “طريق السلامة” للتفرغ لبناء الاقتصاد في معرض الترويج لسياسات التفريط فكان أن خسرت مصر جزءًا من سيادتها وخسرت جزءًا أكبر من اقتصادها وأمنها الاجتماعي والغذائي والأهم منها مكانتها.
كان على عبد الناصر أن يتحمل كل ما اسبق وعليه وحده وقع عبء القرار ومتابعة تنفيذه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً من الصحيح أن المحيطين به لم يكونوا في مستوى قدراته لكنهم للأسف لم يكونوا في مستوى همته ولا إخلاصه إلا قلة قليلة وهذا ليس وحسب من خلاصة ما أفصحت عنه الأحداث فيما بعد،
لم يكن الرحيل الحزين عام 1970 هو نهايةً لعبد الناصر اللهم إلا رحيل الجسد وحسب ولم يكن انقضاض السادات على الناصرية هو نهاية لها والدليل أن السادات رحل فيما لا يزال عبد الناصر على حضوره بالرغم من الرحيل. ونحن نعتبر أن السادات لم يرحل تماماً في حادثة المنصة بل في الواقع مع الجماهير التي فجرت ثورة 25 يناير معيدة الاعتبار لعبد الناصر ولثورة يوليو؛ فالناس التي خرجت وانتظمت وملأت ساحات مصر هي جيل الثورة تلك التي تفتّح وعيها على تاريخ “العزة والكرامة”، والتي نهلت من الجامعات والمعاهد والمدارس التي نهضت أيام عبد الناصر.