بقلم تحية محمد
ليتني أعود طفلاً، لتبقى تلك الألوان الرائعه للحياه.
ليتني أعود طفلاً لأحب الجميع وأبتسم للجميع، ويبتسمون لي
ليتني أعود طفلاً لأعانق والدتي بشغف، وأقبل والدي بلا ثقل أو حرج.
ليتني أعود طفلاً ، وكلما أحسست بالبرد ألجأ لحظن والدتي.
يوما ما كنت هنا .
يوما ما كنت طفلاً .
يوماً ما كنت لا أعرف سوى الضحك، الإبتسامه ، السعاده
أما الان فقد كبرت ،وكبرت معي أشيائي ، وهمومي.
ها انا ذاهب الى طرق الحياه المعقدة.
أشعر بهمومها , وأعيش معاناتها
ها أنا قد كبرت ولم يعد همي ضحكات والدي حين يعود
أو قبلات أمي كل صباح.
ها أنا قد كبرت يا أصحاب , ولم أعد أنتظر إستطالة الظل ،لنجتمع لنلعب سوياَ.
ها أنا قد كبرت ولم تعد غايتي شكل دراجتي ، أو جمال لعبتي، الجديدة، أو ثياب العيد وحلاوته.
ها أنا قد كبرت يا والدتي الغاليه
ولا أنظر الى إحمرار الشمس، لأنام بحظنك الحنون الدافئ.
كبرت وذبلت قواي، وخارت عزائمي ،وقل إستمتاعي بالحياه.
كبرت وذبلت إبتسامتي، وخفتت ضحكاتي، وتبدلت أحوالي وملامحي.
كبرت ولم أعد ذلك الطفل الذي يناديني الجميع ، ويبتسم الكل لرؤيتي.
كبرت ولم أعد ذلك الطفل الذي يقبلني الكل ، ويلاعبني من أختاره.
كبرت وشعرت بالبغض تاره ،وبالكره تارة ،وبالإنتقام أخرى.
كبرت وفقد لذت الحب ، لذة الشوق ، لذة اللقاء.
كبرت وفقدت ذاك الشعور الذي يطغى على قلبي بأن الحياه جميله ، نقيه،رائعه، طاهرة.
كبرت فغدى لون الحياه شحاباً،
ليس لكثرة أحزاني و آلامي فحسب ،لكن ربما لأني رأيت الحياه على حقيقتها.
كبرنا ويبدوا أنه هرمت معنا حتى مشاعرنا،فلم تعد تتحرك تلك المشاعر كما كانت،لا للقيا صديق، أو فراق حبيب.
لماذا ياترى ؟
هل لأننا فقدنا صدق محبتهم ،أم لاننا لم نعد نشعر بدفء علاقتنا،
فتمر ايام عده دون ان نفتقدهم،
أنسينا كيف كنا نصرخ بشده لنلاقيهم،كم تمنينا ان تمضي الايام حتى نكبر،وتكبر محبتنا،وتكبر احلامنا لنعيش معا،
الكل منشغل بنفسه وحياته،ومشاكله، وهمومه،
وتناسى قلوب عاشت معها اجمل سنين العمر.
كبرنا،نعم كبرنا،ولكن تضاءلت محبتنا،وثقلت نفوسنا ،ولم تعد ترى الا ذاتها.
كم كانت براءتنا جميله ،وحياتنا اجمل.
ليتني أعود طفلاً ، لأكون طفلاً، وأعيش طفلاً ،وأموت طفلاً.
ليتني أعود.