تحية محمد تكتب
التقاعد بالنسبة لكثيرين لا يرقى لمستوى طموحاتهم المالية والاجتماعية، فالجميع يضع أحلاما تفوق مقدرة علاقاته الاجتماعية التي يعتقد أنها ستكون داعمة له في هذه المرحلة، وتفوق مقدراته البدنية والمالية، لكن ما يحدث هو العكس الصحيح.
خيبة الأمل هي الشعور الذي يصيب المتقاعدين بعد مرور بعض الوقت على حياتهم الجديدة، فغالبا ما تكون التوقعات والخطط كلها غير صالحة للتنفيذ على أرض الواقع، لأن الخطط لا يمكن أن تبدأ في لحظة التقاعد، بل قبل سنوات من الخروج النهائي من العمل.
لذلك يجب التخطيط لفترة التقاعد بعشر سنوات سابقة ،فترة كافية لتتوائم الخطط المأمولة مع الواقع المتغير.
ففي كل عام ستجد أن هناك بعض الظروف قد تغيرت، يفقد بعضها صلاحيته، بينما يستجد غيرها،
أن التخطيط للتقاعد لا يشمل الحسابات المالية فقط، لكنه يشمل على دائرتك الاجتماعية، فعليك التفكير في من يشاركك تلك السنوات، هل سيكون في قائمة أصدقائك من هم على استعداد للوجود في دائرتك حينها؟ هل لديك صديق يمتلك الحماسة والقدرة على الفعل ،تطمح في أن يشاركك تلك اللحظات؟
والقلق نتيجة لهذا الفقدان، وهو النوع الأكثر انتشارا لدى المتقاعدين ،وفي الوقت نفسه يظهر بعضهم نوعا آخر من الاكتئاب، مرتبطا بافتقاد بيئة العمل والمشاركة الوجدانية بين جماعات تتقاسم
الأفكار والمسؤوليات نفسها، فيصبح فقدانهم خسارة تؤدي للاكتئاب.
فقدان القيمة ليس ما يؤدي للاكتئاب في سنوات التقاعد فقط، لكن فقدان الأحبة وخسارة الأصدقاء الذين رحلوا في تلك المرحلة العمرية كذلك، فيبدأ لدى الشخص المتقاعد شعور باقتراب النهاية، ويبدأ في تعداد خسارات عمره، وفي بعض الأحيان ترتفع معدلات الطلاق في السنة الأولى بعد التقاعد، فاكتشاف الشريكين لبعضهما في هذه المرحلة، وتحمل طرف للآخر ،ربما لا يكون سهلا في فترة التقاعد، إضافة إلى عدم الشعور بالأهمية لدى الأبناء.