كتبت تحية محمد
كثيراً ما يتمنى الإنسان أن يحصل التغيير في حياته، وأن يبدأ بداية جديدة، تكون هي النقطة الفاصلة في حياته، و منطلق النجاح الدائم و المزدهر، إلا أنه قد يقرن هذه البداية بتغير على القدر الذي لا يعلمه، فقد يربط التغيير بتحسن في حالته الصحية، أو تحول في مكانته الوظيفية، أو المالية، وقد يقرنها بمناسبة ما، كعيد أو موسم معين.
وهو بهذا التسويف يظهر اعتقاده أن التغيير لا يكون إلا بقدوم القوة الخارجية، وفي ذلك الوقت الذي ينتظره، ليكون سبباً في نشاطه، و تغير في حياته إلى الأفضل، فقد فاته أن تجديد الحياة الحقيقي، ينبثق من داخل الشخص نفسه، وأن العزيمة والإصرار، هي المحرك الأساسي للنجاح والتغيير، وأن صعوبات الحياة، و عقباتها الكثيرة، يمكن التغلب عليها و تطويعها؛ ليستفيد منها الإنسان خبرة، وتجربة عاشها، ف يحتفظ بقوته، وصلابته أمامها؛ فهو بما لديه من قوة كامنة، وبما يمتلكه من مهارات، وب الفرص التي قد تتاح له، يستطيع أن يبدأ حياته من جديد فالبعض يتساءل كيف لي أن أبدأ حياتي من جديد.
يقول فرانسيس بيكون نصيب الإنسان موجود بين يديه ، فالإنسان عندما يكون لديه دوافع، و بواعث نفسية داخلية، يظهر عنده الحماس، والطاقة، وحتى الإدراك فإنه يكون أفضل لديه بوجود الدوافع، بعكس الشخص الذي يعيش حياته بلا دافع؛ فإن العزيمة لديه تكون هابطة، والطاقة معدومة، وينصب تركيزه، واهتمامه على الأمور السلبية فقط.
يقول دنيس ويتلي تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا، وبالتالي في تصرفاتنا، وهذا القول يبين أن الرغبة الموجودة عند الإنسان ،هي أول قاعدة في النجاح والتجديد، والذي ينعكس على أداء الإنسان وحياته، ف الدوافع الداخلية عند الإنسان هي السبب في قيامه بأعمال أعلى من المستوى العادي، بحيث يصل إلى نتائج عظيمة، ف امتلاك الإنسان للقوى الكامنة في داخله، واستغلالها بشكل صحيح، قد تحدث فرقاً كبيراً في طريق نجاحه،
فعلى الإنسان إذا أراد أن يبدأ حياة جديدة، ويكون ناجحاً في حياته، أن يكسب قلوب المحيطين به، كما فعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث ترك الشدة، و الغلظه، وتعامل مع الناس برقة، ورفق، ورحمة. ف الطاقة الكامنة وقود الحياة، إن التجديد و التغيير في حياة الإنسان يحتاج منه إلى طاقة عالية.