كتب: محمد صفوت
البؤس والجهل والمرض.. ثالوث يحيط بقرية أم رماد مركز الزقازيق محافظة الشرقية، ورغم الوعود الحكومية المتكررة بالقضاء عليه إلا أنه يزداد خطورة وتفاقما.
في تلك القرية تختلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، والمنازل بالمقابر، والآمال بالآلام، وتصطدم أحلام الأهالي فى عيش كريم يؤمن حياتهم ويحقق الاستقرار لهم ولأولادهم بصخرة واقع مؤلم ينزل بإنسانيتهم وآدميتهم من أسمى الدرجات إلى أدنى الدركات، دون أن يُسمع لهم رأى، أو تحل لهم شكوى، أو تستجاب لهم مناشدة.
«عيون الشرقية الان» فتحت ملف القرية المهمشة، ورصدت معاناة الأهالي وشكاواهم وآلامهم وطموحاتهم، علهم يجدون صدى من المسؤولين يحقق لهم مآربهم، ويبعث إليهم الحياة من جديد.
يعانى الآلاف من أهالي القرية من تدنى مستوى الخدمات المقدمة لهم، إلى جانب التعديات على الأراضى الزراعية وتراكم تلال القمامة، إضافة إلى المباني الحكومية المتهالكة ووحدة طب الأسرة التى تعانى من الإهمال الشديد، ما يعد مأساة حقيقية يحياها البسطاء الذين خرجوا من حسابات المسؤولين وتصاعدت معها حدة الاتهامات الموجهة ضدهم.
الناس فى أم رماد يشغلهم ما لا يشغل أهل الوادي وسكانه، فأحاديث السياسة وصراعات العالم، لا وجود لها هنا، فالجميع مهموم بما فيه الكفاية فى بلد تعيش أشد أنواع المعاناة لعدم وجود الصرف الصحي بها وهذا أكبر دليل على إهمال المسئولين للقرية وتهميشها فرغم أننا فى القرن الحادي والعشرون إلا أنه لم يتم حتى كتابة هذه السطور البدء فى أعمال أى مرحلة من مراحل مشروع الصرف الصحى والذى من المتعارف عليه بكافة مراكز المحافظة بأن هذا المشروع يستغرق عشرات السنين ورغم أن معظم قرى مركز الزقازيق بدأ بها العمل بمشروع الصرف الصحي لأنها وجدت من يطالب بحقوقها إلا أن قرية أم رماد ما زال حلم تنفيذ المشروع يراودها ويتمنى الأهالي أن يستيقذوا ذات يوم ليجدوا العمال والمعدات بدأت بالعمل.
وتعانى القرية مثل معظم قرى المحافظة من تهالك الطرق ومازال الكثير من طرق أم رماد ترابية فضلا عن عدم تغطية الترع والمصارف المنتشرة وسط الكتلات السكنية خشية على أطفالهم من الموت غرقا أو انتشار الأوبئة نتيجة لقذارة هذه الترع وعدم تطهيرها مما يعمل على انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة التى تنقل الأمراض والتى منها ما هو موجود أمام مدرسة أم رماد الإبتدائية.
وعن انتشار القمامة، قال محمود فوزى، من أهالى القرية: «حصلت على موافقة من السيد المحافظ بإزالة مقلب القمامة الموجود بطريق القنايات أم رماد، وعندما ذهبت بتلك الموافقة إلى مجلس المدينة قيل لى: «لسنا المسؤلين عن ذلك» واتسائل إذا من المسؤل؟!».
أما عن الإنارة، قال فتحى راشد، من أهالى القرية: «ذهبت إلى الوحدة المحلية أكثر من مرة للمطالبة بإنارة الأعمدة بطريق البسايسة أم رماد وكان الرد دائما من مدير الوحدة: «مفيش كشافات عاندى».
كما ناشد الفلاحين بالقرية الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية التدخل فى حل أزمة عدم وجود مياه بترعة أبو رجب، فضلا عن الخدمة الرديئة المقدمة من الجمعية الزراعية ناهيك عن بيع الأسمدة بالسوق السوداء.
وعن وحدة طب الأسرة، حدث ولا حرج، لا طبيب ولا علاج، هى بمثابة تغيير جو للعاملين بها فى حالة ما إذا ملوا التواجد بمنازلهم، حتى جهاز قياس الضغط مفيش، هكذا قالت إنتصار راشد إحدى سيدات القرية.
ويقول على فرحات من الأهالى: «رغم الكثافة السكانية بالقرية إلا أننا محرومون من الخدمات، فلا يوجد ماكينة صرف ATM ما يصعب مهمة أصحاب المعاشات الذين يضطرون إلى صرف معاشهم من مدينة الزقازيق، نتيجة الزحام الشديد بمكتب البريد، كما أن أقرب نقطة إطفاء موجوده بالقنايات إلا أنها فى حالة وجود حريق دائمًا ما تأتى متأخره أو بدون مياه، آخرها فجر يوم الثلاثاء الماضى، عندما نشب حريق فى مزرعة دواجن سارع أهالى القرية لإخماد الحريق وعند وصول عربتى إطفاء صدم الجميع بأنهم بلا مياه بعد أن تفحمت محتويات المزرعه بما فيها الدواجن».
وعن مركز شباب أم رماد، فلا نشاط شبابى أو حتى رياضى، إذا ما أردت وصفًا لحاله فعليك بمشاهدة فيلم «التجربة الدنماركية» للنجم عادل إمام الذى تناول فيه أوضاع بعض مراكز الشباب.