كتبت- دينا علاء
يرحل الإنسان ويترك كل ما كان عزيزاً لديه أو مرتبطاً به فى الدنيا، يترك أحبابه وأصدقاءه وأبناءه وأقاربه، وأشياءه الغالية التى ربما لم يفارقها طوال حياته، ومن أكثر الأشياء التى يرتبط بها البشر فى العصر الحالى الهواتف المحمولة التى أصبحت لا تفارق أيدى البشر ولم يقتصر استخدامها على تبادل المكالمات فقط بل أصبحت تقوم بوظائف ومهام الكاميرا وجهاز التسجيل والكاسيت والفيديو والترجمة والكتاب والبحث عن المعلومة والخبر، فأصبحت لا تفارق يد الإنسان طوال أوقاته.
ومع رحيل الإنسان ربما قد لا يصدق أحبابه والمقربون منه أنه لم يعد هناك وسيلة للتواصل معه مرة أخرى، ولن يتحدثون معه أو يرونه ويسمعون صوته، ربما يعاود البعض الاتصال به متمنياً أن يرد، أو حتى لمجرد أن يستمع إلى نغمة ورنين هاتفه، وربما تغلق هذه التليفونات وتفقد الحياة بعد رحيل أصحابها، أو يحصل على أرقامهم آخرون لا علاقة لهم بصاحبها الأصلى، وأحياناً يحتفظ الأبناء وأقرب الأحباب بهذا الهاتف ولا يفرطون فيه ويعتبرونه شيئا من أثر أحبابهم الراحلين، وحين تطلب الهاتف تجده لازال ينبض بينما رحل صاحبه عن الحياة.
ومع فراق عدد كبير من كبار النجوم هذا العام نتسائل هل مازالت هواتفهم تعمل، وهل يحتفظ بها عدد من المقربين منهم لتنبض بالحياة بعد رحيل أصحابها، أم أنها أغلقت أو ذهبت أرقامها لغيرهم؟
الفنان الكبير حسن حسنى الذى رحل عن عالمنا بعد عطاء فنى كبير فى 30 مايو الماضى عند اتصالنا بهاتفه ، رد على الهاتف ابنه” هشام “الذى حرص على أن يحتفظ بهاتف والده وأن يرد عليه دوماً.
أما تليفون الفنانة والمنتجة الكبيرة ماجدة الصباحى التى رحلت عن عالمنا فى بداية عام 2020 وتحديدا فى 16 يناير الماضى فحرصت ابنتها” غادة نافع” على الاحتفاظ بهاتف والدتها وشحنه دائماً، على الرغم من أنها تبكى إذا رن صدفة أو مرات قليلة، ورغم ذلك تصر أن يبقى نابضاً قائله:” طبعا لازم تليفون ماما وبيتها يفضلوا مفتوحين حتى لو هى مش هترد ولا تستقبل ضيوفها أو من يتصلون بنفسها”.
وكما كانت الفنانة عزيزة كساب ترد دائما على تليفون زوجها الفنان الراحل المنتصر بالله طوال فترة مرضه الطويل، لتطمئن من يسألون عنه، ولازالت تحتفظ بهاتفه وتشحنه دائماً وتحتفظ بنفس النغمة التى وضعها الفنان الراحل بصوت البابا شنودة وهو يلقى الشعر لترد على من يتصلون على الرقم بعد رحيله فى 26 سبتمبر الماضى.