أجاد التقرب إلى ما ظن أنهم قادرون على وضعه على مسرح الحيوات السياسية والاجتماعية والثقافية ، في المدينة المترامية الأطراف ، لم يمنعه أي خجل من تقديم بضاعته الراكدة على الأهم من عناصر تلك الفترة لتصحيح ما يمكن تقويمه من نتاجه الأدبي ، ظناً منه أن تلك العناصر ستنام على فراش النسيان وتتجرع كأسه ، فسوف ينسون ما يلف به من بضاعة لا تستحق إلا سلة المهملات ..!! وبتحركاته النشطة هنا وهناك وجد في نفسه ، قدرة على اختراق حلبات النزاع لتأليب النفوس وتأجيج نار الصراع واستطاع وارتقى ، وبدأ طرحه يزدهر في عينيه .. اليوم هنا مع قادة لحركة ما سياسية ، وغدا مع معارضة .. وبعد غد مع قيادة جديدة ومعارضة جديدة ، كيف استطاع ارتداء الأقنعة الملونة وتحقيق ما يسعى إليه ، هذا ما أثار فضول بعض المحيطين به ..!! لم تستمر الدهشة طويلا للناظرين له من ( خرم ) الأحداث على المخبوء في جرابه .. تصل بعض العيون إلى كل المخبوء .. أنه يجهز نفسه لقيادة مجموعة يكون هو قائدها ، غير المتواجد على مسرح الواقع ، وليعلن في نفسه انتصاراته ، ومدى ذكائه في الوصول إلى تلك العقول المتشاحنة ، والتغلب عليها وأخذ ما يمكن من حصاد فرقتهم ..!! أما بعد .. لم تكن هذه هي النهاية ، إنما هي بداية انطلاقه في عوالم السياسة والثقافة والاجتماع ، التي لا تطرح في ذلك الحين أشجارها سوى الدهاء والخبث والخيانة والغدر ، سيخوض فيها معارك أخري لاعتلاء ( أناه ) المرتقى الذي يحلم به ..!!
