***
حََلََمْتُ بأني الأمسَ زُرْتُ مَنَامَها …. وقبَّلْتُ عَينَيهَا ..وذُقتُ مُدَامَها
وقَبَّلْتُها تِِسعَاً.. وعَانَقْتُ تِسعَةً …. وعندَ ضِرَامِ الشوقِ زُرْتُ مَقَامَهَا !!
فكيفَ وقد مَاتَتْ.. وقد مُتُّ بعدهَا …. ولم ألقَها دَهراً ..وودَّعْتُ عَامَهَا
وقفتُ على الأشواكِ أزرَعُ وردَةً …. تُعيدُ مِن الشوقِِ القديمِ غَرامَهَا
على قَبرِها ألقيتُ ألفَ تحيةٍ …. وألقيتُ بعضَ الشِعرِ..والقلبُ لامَها
وفي عَالَمِ الأروَاح نُورٌ وعندها … محوتُ بأنوار السَلامِِ ظلامََهَا
هُنالِكَ قد بَاتََ السُكونُ فلا أرى …. سِوانا .. وصلَّيْتُ العِشاءَ إمامَها
وكم كنت مَحزوناً وكم كُنْتُ تائِهَا ..وكَمْ أغمَدَتْ بالقلبِ ظلماً سِهَامَها
ولو أفقدَ الظنُ الحَبيبةَ صبرَها …. تَصُبُ على قلب المُتيَّمِ جَامَها
سَأُشْهِدُ وردَ الخَدِ عَن كُلِ قُبلةٍ …. وكانَ رَحيقُ الثَغْرِ دوماً خِتامها
وأُشْهِدُ عُنَّابَ الشِفاهِ وكم روَى…. شِفاهيَ حِلَّاً .. ما اقتربتُ حرَامَها
وأُشهِِدُ هذا الليلَ كم باتَ سَاهراً …. ليُرسِلَ لي قبل الصَبَاحِ سلامَها
وعانقتُها شوقاً فصَدْري وسَادةٌ …. توشوشُ بالدفء اللذيذِِ يَمَامَهَا
وقالتْ: وهل أحببتَ مِن بعدِ حُبِّنا…وهل يَا تُرى أهدتك مَا كان في المَهَا
فقلتُ: مَعَاذَ اللهِ يا بنتَ خافقي …. لقد بدأ الإلهامُ عندكِ .. وانتَهى
أمَا زِلْتِ بعدَ المَوتِ تُلقين تُهمَةًً …. عَليَّ وقلبي الآن سِدْرَةُ مُنتهَى
وحُبُكِ مُحفورٌ على القلب آيةً …. ورتَّلَ في عينيكِ ما شاءَ واشتَهى
وحَانَ وداعُ الميتينَ وكُلَّمَا …. هَمَمْتُ بأن أمضي تَوَقَّفْتُ عندَها
فللحُبِ رغمَ المََوتِ نورٌ ورحمَةٌ…. وللمَوتِ رغْمَ الحُبِ قد عُدْتُ مُكْرَهَا
أفَقْتُ مِن الرؤيا وقد كُنتُ مَيِّتَاً …. ورَفرفَ قلبي..لا يُريدُ خِصَامَهَا
وقُلتُ لهَا إن الحِسَابَ مُؤجلٌ …. ومَا كانَ عبدُ اللهِ يوماً… مُنزَّهَا
**
ثروت سليم
————-
القصيدة كتبها الشاعر عن رؤيا حقيقية ( حُلُم )
**
ثروت سليم
————-
القصيدة كتبها الشاعر عن رؤيا حقيقية ( حُلُم )