>> مصر تدخل النادي النووي من بوابة ” الضبعة”
>> الإرادة السياسية حققت طفرة في مجال الطاقة وتخطت أزمة الكهرباء
>> المواد البترولية بنجاح الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بنهاية 2018
>> الفترة المقبلة ستشهد توفير أنظمة حماية اجتماعية لمحدودي الدخل
حوار/ نبيل طلعت
بعد توقف دام لثلاثة عشر عاما نجحت لجنة الطاقة في البرلمان في مشكلة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل في المحافظة. قال طلعت السويدي رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب إن رئيس الوزراء استجاب لطلبات اللجنة بتكليف اربع شركات بقطاع البترول بسرعة الانتهاء من توصيل الغاز الطبيعي لمراكز ومدن المحافظة.

وأوضح السويدي أن عدداً من التحديات كانت تواجه قطاع الطاقة خلال الفترة الماضية من أهمها نقص الوقود، وانخفاض قدرات محطات توليد الكهرباء ، وضعف التشريعات الداعمة لتوفير بيئة جاذبة للاستثمار في هذا المجال. وأضاف السويدي أنه بفضل الدعم الفعال الذى توليه القيادة السياسية لقضايا الطاقة حققت مصر طفرة كبيرة في هذا المجال ونجحت في توفير الطاقة وتجنب أزماتها، من خلال إنشاء محطات الكهرباء العملاقة ، وسعيها لكي تكون دولة رائدة في مجال الطاقة الشمسية بحلول عام 2020.

كما صدر القانون الموحد للكهرباء ولائحته التنفيذية والذي يشجع الاستثمار فى مجال إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، ويحقق الفصل الكامل بين أنشطة إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء وصولاً إلى سوق تنافسية فى مجال إنتاج الكهرباء. وأشار إلى أن مصر حققت انجازا تاريخيا في مجال الاكتشافات العملاقة للغاز الطبيعي، ودخلت النادي النووي من أوسع أبوابه. إلى نص الحوار:
•• هناك مشكلات في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل بالشرقية بعد توقف الشركة المنفذة لسنوات ؟
كانت هناك إحدى الشركات تقوم بتوصيل الغاز الطبيعى لمراكز بلبيس والعاشر وابو حمّاد ومدينة الزقازيق إلا أن المشروع توقف. ونظرا للكثافة السكانية بمحافظة الشرقية حيث يصل تعداد السكان بها إلى أكثر من 9 ملايين مواطن ومن أجل تخفيف الضغط على شراء انابيب البوتاجاز عقدت لجنة الطاقة ونواب الشرقية اجتماعا خاصا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وبحضور اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية وتم عرض الأزمة عليه. كلف رئيس الوزراء 4 شركات بقطاع البترول بتوصيل الغاز الطبيعى للمراكز والمدن المحرومة بمحافظة الشرقية بعد توقف استمر لمدة 13 عاما متصلة .
•• كيف ترى أهمية مفاعل الضبعة لمصر؟
مشروع الضبعة النووى أحد مشروعات مصر القومية العملاقة التى سينقل مصر من دول مستهلكة للكهرباء إلى دولة مصدرة للكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتى. وقد جاءت زيارة لجنة الطاقة بكامل أعضائها بناءً على دعوة من شركة روساتوم الروسية ولمحطة ليننجراد، وهى المحطة النووية المماثلة لمحطة الضبعة النووية والنموذج الذى سيتم على غراره إنشاء محطة الضبعة المصرية. المشروع سيزيد حصة كهرباء مصر بالكامل لتصل لأكثر من 20% من طاقتها الحالية، فبعد إتمام محطة الضبعة سيتم تصدير الكهرباء للدول المجاورة، إلى جانب الاستفادة منها في تحلية المياه. ومشروع محطة الضبعة عملاق يتكون من 4 وحدات «مفاعلات» بقدرة 1200 ميجاوات للمفاعل، وستكون السَعة الإجمالية للمفاعل 4800 وهو ينتمى إلى نوعية المفاعلات «VVER 1200» وتتفق مواصفات المفاعل المصرى تمامًا مع مفاعلات روسيا المتطورة «مشروع المفاعل النووى 91 و92» ويتم استخدام الجيل الثالث فى المفاعلات النووية الجديدة ﻭﺗﺼﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎراته ﻟﻨﺤﻮ 25 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، وتقوم روسيا بتمويله على أن تقوم مصر بتسديد تكلفة المشروع من الطاقة المنتجة بعد تشغيله، ويصل عمره لنحو 60 عامًا ومن المرتقب تشغيل أول مفاعل نووي مصري بحلول عام 2028.
•• هل توجد هيئة لإدارة وتشغيل هذا النوع من المحطات؟
نعم وافقت لجنة الطاقة من حيث المبدأ على مشروع قانون الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 13 لسنة 1976 بإنشاء هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء. تتضمن التعديلات تحديد أسلوب عمل الهيئة وصلاحيتها، إذ تختص الهيئة دون غيرها باقتراح إنشاء محطات القوى النووية لتوليد الكهرباء، وتنفيذ مشروعات إنشاء محطات القوى النووية والمشروعات المرتبطة بها أوالمترتبة عليها وتشغيلها وإدارتها، وذلك كله بمعرفتها أو بمعرفة الغير ممن تكلفه بذلك تبعًا لأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية والوقائية وبما يتفق مع ما ورد بقانون إنشائها دون غيره من القوانين.
•• وماذا عن الكوادر الفنية التي تستطيع تشغيل المحطة؟
تم ارسال عدد كبير من الكوادر الفنية المصرية إلى روسيا للتدريب بمحطة ليننجراد على أحدث الأساليب التكنولوجية، ونحن نملك إمكانيات بشرية وكوادر مدربة الآن فى الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. فمصر كانت من أوائل الدول التى انشأت مفاعل أنشاص النووى للأغراض السلمية الطبية والأبحاث العلمية بمساندة من الاتحاد السوفيتى – روسيا حاليًا فى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.
•• أثار مشروع مفاعل الضبعة مخاوف المصرين ما تعليقك ؟
أعضاء لجنة الطاقة بالبرلمان قاموا بزيارة محطة ليننجراد2 باعتبارها المحطة النموذج الذى سيكون إنشاء محطة الضبعة النووى على غراره، واطمأنوا بأنفسهم على درجة الأمان وتحققوا من أنه لاتوجد آثار بيئية سلبية لها. التقينا رئيس الجامعات النووية الروس وعمداء الكليات وخبراء الطاقة النووية الروسية واطمأنا أن جميع الاحتياجات تم اتخاذها لمنع أى تسرب نووى، ونطمئن المصريين أنه لن يكون هناك أى آثار بيئية ضارة ، ولن يكون هناك أي تسرب إشعاعى، خاصة وأن الروس استفادوا تماما من تجربة مفاعل تشرنوبل منذ أكثر من 30 عاما ولم يعد هناك قلق. ومصر اختارت مفاعلات الجيل الثالث المطور من نوع الماء العادى المضغوط لأول مفاعلاتها النووية حيث يمتاز بوفرة الأمان ويمثل 60 % من مجموع المفاعلات العاملة فى العالم وتعمل هذه.