بقلم تحية محمد
عندما يشعر الشباب بالفراغ ويجد نفسه مهملاً وحيداً يصبح هدفاً سهلاً للعادات السيئة وأرض خصبة للإرهاب ورفاق السوء ..
فلابد من توافر الخطط المدروسة لتعزيز مكانة الشباب في المجتمع وتقديم العناية لهم ..
يبدو أن الفراغ العاطفي يشغل مساحة من تفكير الشباب، وهو أصعب من أي حالة يمرون بها مثل الانهيار العاطفي بعد الانفصال مثلاً، حيث تستطيع أن تغضب وتبكي وتحزن وتعبر عن كل تلك المشاعر السلبية، أما مع الفراغ العاطفي؛ فتكون مجرد كيان موجود لكنك لا تشعر بأن حياتك بلا معنى، ولا يستطيع أحد أن يساعدك لأنه لا يعرف كيف تشعر، وأنت في الأساس في مرحلة الفراغ العاطفي والتي لا تشعر معها بشيء.. إلا الفراغ.
الشعور بالفراغ وهو عدم وجود معنى أو غرض، تجربة يتعرض لها معظم الناس في مرحلة ما من الحياة، تمنحك هذه التجربة الإحساس بالتخدير العاطفي واليأس والعزلة والقلق، يصفها البعض بأنها “شعور فراغ في الصدر”، كما يحاول البعض الأخر ملء هذا الفراغ بعدة طرق غالباً ما تكون سلبية، مثل التسوق بشكل فوضوي أو تناول الطعام أو التدخين.. أو مخالطة أصحاب السوء.
ولسوء الحظ تغذي ثقافة الاستهلاك والاستسهال المعاصرة؛ مشاعر مثل الفراغ العاطفي، الذي تظهر علاماته في سلوكيات أيضاً تتعامل مع أعراض الفراغ.
ولا نبالغ إذا قلنا إن معظم الشباب والفتيات يعانون من مشكلة الفراغ العاطفي، والذي يعد من أكبر أسباب الاكتئاب عند فئة كثيرة من البشر.
والسبب قد نرجعه إلى: غياب حضن أسري دافئ يسع الشاب، أو الشابة منذ الطفولة؛ للإشباع العاطفي، وللتعبير بكل حرية عما يبتغونه من أسرهم لسد حاجاتهم، فالآباء بالدرجة الأولى قد ينصاعون وراء توفير متطلبات الحياة المادية لأبنائهم، ناسين أو متناسين أنه قد يستغني الشباب عن حاجاتهم المادية في حين يتشبثون بكل ما هو معنوي متعلق بالأحاسيس من حب، وحنان، وعطف أسري يشدهم إلى مجتمعهم المصغر الذي هو الأسرة.
وأيضا ضعف الوازع الديني عندهم، والقصور التربوي في توجيههم. وكذلك: عدم استغلال طاقات الشباب فيما يفيد وينفع، وتركهم نهباً للفراغ، وألعوبة بمن يتاجرون بآمالهم وأحلامهم.