كتب / سعيد شاهين
تناولت محاضرة الوزير سامح شكرى أمام الملتقى المنظور المصري للتحولات فى الشرق الأوسط ، وذلك في إطار زيارته الحالية للعاصمة الرومانية بوخارست، ألقي وزير الخارجية سامح شكري صباح الثلاثاء 29 أغسطس 2017 محاضرة أمام الملتقى السنوى لسفراء رومانيا بالخارج، كأول وزير خارجية من خارج الاتحاد الأوروبي يتم دعوته لإلقاء محاضرة أمام الملتقي.
و صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن المحاضرة بدأت بالثناء علي الصداقة المصرية الرومانية التي أتمت في 2017 عامها العاشر بعد المائة، ثم تناولت عرضا شاملا للرؤية الاستراتيجية التي تتبناها مصر في سياستها الخارجية والمباديء الحاكمة لتحركاتها ومواقفها الدولية.
وقد أشار وزير الخارجية في هذا الصدد إلي المعضلة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط منذ ست سنوات، والتي تتمثل في موجة التغيير التي هبت علي المنطقة، مما ادت الي إنقسامها إلي معسكرين، الاول يسعي إلي التغيير بأي شكل بما في ذلك التحالف مع قوي تتبني العنف والقتل منهجا لها، والمعسكر الثاني الذي يسعي إلي إعادة عجلة الزمن إلي الوراء، حيث أكد شكري أن كلا المعسكرين تغيب عنه الرؤية الموضوعية والعقلانية ، الأمر الذي كبد المنطقة خسائر فادحة.
وأردف أبو زيد، بأن وزير الخارجية أكد فى كلمته على أن مصر تعتنق رؤية أكثر رشادة تتعلق بكيفية إدارة التغيير الذي لا غني عنه، ولكن بأقل ثمن ممكن، وذلك بالحفاظ علي الدولة الوطنية ومؤسساتها كضمانة لاستقرار الشعوب والمجتمعات، والحيلولة دون الانزلاق إلي هوة سحيقة من عدم الإستقرار كما حدث في بعض الدول المجاورة.
وقد تجسد ذلك مؤخرا في موقف الرباعي العربي من الأزمة القطرية وتمسكه بمواقفة المطالبة بتصحيح قطر لمسارها إزاء الدول العربية والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم والملاذ لقيادات تلك الجماعات .
كما أبرزت كلمة شكرى مصر كنموذج لهذا التغيير المحسوب بدقة الذي يحقق الموازنة بين متطلبات التغيير في إطار هياكل الدولة القائمة، استنادا إلي وعي الشعب المصري المترسخ عبر الزمن الذي أراد حكما ديمقراطيا دون زعزعة أركان الدولة، مشيرا الى ان السياسة الخارجية المصرية تعكس هذه الرؤية باستنادها إلي عدة مباديء، في مقدمتها السعي إلي السلام والتنمية والتعاون الدولي، واحترام استقلال الشعوب والدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري .