تحية محمد تكتب
في محكمة الأسرة ، جلست زوجه في الثلاثين من عمرها، أمام القاضي، وهي تحمل قلبا مثقلا بالهموم رفعت دعوى طلاق ضد زوجها ، بسبب تصرفات غريبة كانت قد أثرت على حياتهما الزوجية بشكل كبير
سألها القاضي ما هو سبب رفعك الدعوى؟
الزوجه زوجي دائما نائم على بطنه أعلم أن هذا يبدو سخيف، ولكن هذه العادة هي مجرد بداية للعديد من التصرفات الغريبة التي جعلت حياتنا سخيفة مستحيلة.
في البداية لم أكن ألاحظ كثيرًا كانت حياتنا بسيطة، وكان زوجي شخصا طبيعيا لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أنه لم يعد يتحدث معي إلا نادرا كان دائما يختار أن يكون نائما على بطنه، وفي كل مرة أحاول أن أفتح موضوعا معه، كان يظل في تلك الوضعية كأنني غير موجودة كلما حاولت أن أفتح معه أي نقاش، كان يتجنب ويختار الانسحاب في صمته كأنه لا يريد أن يواجهني أو يناقش مشاعرنا، لا شيء كان يهمه سوى النوم على بطنه.
لم يكن النوم على بطنه مجرد عادة؛ كان بالنسبة للزوجة رمزا وتجاهلها ورفض التواصل بينهما كانت تشعر أن زوجها لا يحترم مشاعرها أو حتى وجودها، وكان النوم بهذه الطريقة كأنما هو إشارة إلى أن العلاقة بينهما أصبحت بلا عمق، بلا روح.
أصبحت الحياة بيننا روتينية كنت أعيش في البيت كأنني أعيش مع شخص غريب، ليس زوجي لم يعد لدينا أي حديث حقيقي، ولم أعد أشعر بأي اهتمام من جانبه كان النوم على بطنه بمثابة الحاجز بيننا، وكان يتجنب الحديث عن مشاكلنا وعندما كنت أطلب منه أن يهتم أكثر بي وبعلاقتنا، كان يتجاهلني تمامًا.
وقد حاولت التحدث معه حول مشاعرنا لكن كلما حاولت فتح قلبه لي، كان يتهرب ويظل متمسكا بعاداته في البداية كنت أظن أن الأمر مؤقت، لكن مع مرور الوقت أدركت أن الوضع يزداد سوءا كان يتجنب التواصل مع الأطفال أيضا، ويظل في نفس الوضعية طوال الليل. حتى عندما كنت أحتاج للمساعدة أو الدعم العاطفي، كان يختار الهروب.
وكان رد الزوج ،أنا لا أرى مشكلة في نومي على بطني ليس لدي مشكلة مع ذلك، وأنا أعتبر ذلك أمرا طبيعيا لكنني لا أفهم لماذا هذا الموضوع يشغل زوجتي إلى هذه الدرجة أنا لا أؤذي أحدا أنا أعمل وأحاول تأمين حياتنا، ولا أعتقد أن نومي على بطني هو سبب رئيسي للمشاكل.
القاضي ،لكننا هنا نتحدث عن مشاعر زوجتك إذا كانت مشاعركم تتجاهل هذه التفاصيل الصغيرة، فكيف ستتواصل بشكل جيد في حياتكما المشتركة؟
ثم قرر القاضي أن القضية تتجاوز مجرد عادة نوم، إذ بدت مشكلة الزوجه أكثر تعقيدا مما كانت تعتقد في البداية كانت تشعر بأن العلاقة بينهما فقدت التواصل العاطفي والإنساني، وكان نوم عماد على بطنه مجرد تجسيد لهذا البعد العاطفي.
من خلال ما سمعناه، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بينكما في التواصل الحياة الزوجية تحتاج إلى الحوار، إلى الاهتمام المتبادل لكن إذا كنتما عاجزين عن التفاهم في الأمور الصغيرة، فماذا عن الأمور الكبيرة؟
قرر القاضي أن يمنح الزوجين فرصة للتصالح، أوصى بالذهاب إلى استشاري علاقات زوجية حيث اقترح أن يتعاون الطرفان مع معالج مختص للتعامل مع مشكلة التواصل بينهما، وذلك قبل أن تتدهور العلاقة بشكل أكبر.
الزوجه ،كنت أتمنى لو أنه كان قادرا على فهمني كنت أحتاج فقط إلى بعض الاهتمام، لكن يبدو أنني كنت أعيش في عالم بعيد عن عالمه،لكن رغم كل شيء، أدركت الزوجه أن الحياة الزوجية لا تبنى على العادات وحدها، بل على التفاهم والمشاركة في المشاعر والهموم ،وإذا كانت مشاعرها قد أهملت، فإن هذه العادة البسيطة ربما تكون قد دلت على غياب أعمق في العلاقة بينهما.
ربما نومه على بطنه ليس السبب الوحيد، لكن بالتأكيد هو أحد الأعراض التي تعكس غياب العاطفة والاهتمام. سأمنح العلاقة فرصة، لكنني بحاجة إلى التغيير الحقيقي.