كتبت : الهام العايش
زمان يتلو أخر وأناس يتجددون ويبقى الحال نفس الحال بقرى محافظة الشرقية، اغتيال للبراءة ، جشع يملئ القلوب ، طمع يخلد فى الاذهان ، دماء تسيل ولامنقذ لهن الا الوفاه ، زواج القاصرات بات الموضوع الاكثر انتشارا بين قرى ومدن المحافظة ليسود مشهد لايفارق الاعين عندما تسمعا بفتاه عمرها 13 عام تزوجت وهو طائر حر طليق يحلق فى سماء عمره وفجاءه اغراه صيد بحبة قمح هبط ليتهمها فاذا بها شباك صيد لن يحل منها الا والدماء تسيل منه ليفارق حياته دون اى ذنب سوى البراءة
فعندما تسأل أى شخص عن الزواج المبكر يقول: « شيخ قالى جوزها ده السيده عائشة اتجوزت وهى عنده 9 سنين» أول مابدأ به الحاج محمد سعد والد أميرة أبنه الـ16 عام المتزوجة منذ الثالثة عشر من عمرها ليروى لنا تفاصبل زواج أبنته من شاب يكبرها بـ20 عام يعمل بالسعودية لديه ثروة مالية كبيرة.
فيقول « زوج أخت المدام شيخ ويعمل بالخطابة نصحنى منذ أن بلغت أميرة العاشرة من عمرها تزويجها بإعتبار أن السيدة عائشة تزوجت من النبى وهى فى التاسعة من عمرها وأن أبنتى جسدها ليس بالقليل أو لم ينضج بعد لتنساق لكلامه زوجتى وتحاول مرارا وتكرارا أن تقنعنى بإتمام عقد قرانها حتى بلغت أميرة الثالثة عشر من عمرها وبدأ الشباب فى الإقدام طلبًا لزواجها حتى تقدم لنا محمد أحد أبناء القرية ويعمل بالسعودية مع والده لديه ثروة كبيرة ولكنى لم أزوجها طمعًا فى الثروه ولكن بعد إصرار والدتها وإقناع الشيخ لى بأن ما أفعله مخالف لشرع الله ” فزوجتها.
معاناة مستمرة
وتستكمل أميرة حكايتها لتقول «ظلمونى حسبى الله ونعم الوكيل كنت فرحانه بس أنى هلبس عروسة »
فتبدا كنت لست بالمتميزة بالمدرسة ولكنى كنت أستطيع القراءة والكتابة مايجعلنى أستكمل تعليم حتى مرحلة الدبلوم ولكن فوجئت بأمى تقرر عدم ذهابى للمدرسة وأن أقوم بتعلم أمور البيت من إعداد الطعام وما غير ذلك فوافقت على الإنقطاع عن المدرسة وجلست فى البيت وذلك منذ سن العاشرة وعندما بلغت الثالثة عشر تمت الخطبة وبعد 3 شهور تزوجت وأنا مازالت لا أعلم شىء سوى أننى ألعب وأساعد والدتى فى البيت وكأن شريط حياتها ينسرد من جديد أمامها منهمرة فى البكاء « تزوجت من محمد وأنا لأعرف معنى الزواج ولكنى تزوجت وبعد أسبوع الفرح وفرحة الفستان والزفة تأتى معاملة أم الزوج حيث الضرب والإهانة لعدم قدرتى على العمل بشكل تام فى البيت وتمر الأيام وبعد 3 شهور من الزواج حدث الحمل وحدث الألم الشديد لى وعدم القدرة على الحركة فكل شىء كنت الجأ لأمى فيه لانى لا اعلم حتى أتى ميعاد الوضع وذهبت للمسنشفى وأثناء العملية أصيبت بنزيف شديد كان قد يؤدى إلى إنفجار الرحم لضعف عضلاته على إجراج الجنين ما تسبب فى إختناق للجنين ووفاته أثناء الوضع ولم يمر ثلاثة أيام وأنا مازلت طريحة الفراش إلا وطلقنى زوجى ومازلت فى بيت أبى منذ 3 أعوام “مطلقة وأنا فى الثامنة عشر من عمر ».
زواج قاتل
والمسلسل الذى لاينتهى ويمر على مختلف العصور ليضيف موتى جدد ضحية الإهما والجشع والطمع فى الثروة لتطالعنا حالة أخرى من قرى محافظة الشرقية وهى المتوفية «خلود أحمد محمود» توفت فى اليوم الأول للزواج لترصد لنا والدتها الحاجة «سيدة» التى تسكن بيت قروى بسيط ماذا فعلت لتقتل بنتها أبنة الخمسة عشر عام لتقول «والدها توفى منذ أن كانت خلود فى السنة الثانية من عمرها وكانت وكان يكبرها أخيها بعام واحد فقط ليلقى على عبء اليتمين فى مصاريف العلاج والحياة وذهبت للعمل كادمة فى كثير من البيوت حتى بلغ عادل 16عام وخلو د15عام وبدء عادل العمل فى ورشة كحداد وبدء يدخل بعض المال للبيت ولكنى لم أدخل أحد فيهم المدرسة وطمعت فى المال بسرعة فزوجت خلود لرجل كويتى كان يتردد على الورشة التى يعمل بها أبنى وخلود مازالت طفله ولكنى زوجتها فمن فى سنها يتزوج ولا يحدث له شىء ولكن أبنتى رحمها الله تزوجت وحدثت الكارثة منذ اليوم الأول بالزواج عندما كان زوجها يريد أخذ حقوقه الشرعية وهى لاتنفهم شىء وأنا لم أعلمها شىء حتى لاتخاف فقام بضربها بشدة على رأسها أحدثت نزيف بالمخ لتموت بعد وصولها المستشفى بدقائق وهددنا الكويتى إذا أبلغنا الشرطة بشىء سيزج بنا نحن بالسجن فلم نتكلم وترك لنا ما يكفينا ولكن خلود توفت نتيجة طمعى وجشعى وأنا نادمة على ما فعلت وأعيش فى عذاب منذ وفاتها»
فالجشع والطمع نزع الرحمة من قلب أم وكانت السبب فى وفاة أبنتها البالغة من العمر 15 عام ويقف الجهل والفهم الخاطأ للدين سبب فى حمل أميرة لقب «مطلقة» وهى فى الثامنة عشر من عمرها.