كتب : بشير حافظ
في الوقت الذي تشكل فيه إمتحانات الثانوية العامة كابوساً مرعباً للطلاب وأسرهم، فهناك فئة أخرى بمحافظة الشرقية تنظر إليها بنفس الطريقة، وهم المعلمون الذين يتم إنتدابهم للملاحظة والمراقبة في أعمال هذه الإمتحانات ، وبعكس الطلاب الذين يقتصر كابوسهم على عام دراسي واحد، يستمر كابوس المعلمين ممتداً بانتدابهم عاماً بعد عام، في أماكن بعيدة عن إقامتهم، ووسط ظروف قاسية وبمقابل مادي هزيل لا يتناسب مع حجم معاناتهم، كل هذه الأمور دفعت عدد كبير منهم لمحاولة الإعتذار عن المشاركة بها بشتى السبل، ولكن حتى الإجراءات الخاصة بالاعتذار أصبحت تشكل معاناة جديدة بسبب الزحام والتكدس الشديد.
وقد شهدت لجنة تقديم الإعتذارات بمدرسة الناصرية بالزقازيق ، مشادات ومشاحنات وزحاما شديداً لاسيما في ظل مواجهة كورونا.
في البداية يقول محمد صلاح : “لجنة إعتذارات الثانوية العامة بمحافظة الشرقية كانت مزدحمة جداً ، مع العلم إن المدرسين يعتذرون لأن أغلبهم يعانون من أمراض مزمنة وظروف خاصة ، لاسيما في ظل كورونا.
وقالت أمل عبدالله: “ما يحدث في إمتحانات الثانوية العامة أشبه بالكابوس للمعلمين من إنتداب خارج المحافظة لمحافظة بعيدة، ومكان غير مجهز بالمرة وغير آدمي، هذا غير التعديات على الملاحظين من الطلاب وأولياء الأمور، والمقابل المادي لا يساوي هذه البهدلة والإهانة، فطبيعي جداً تكون الإعتذارات بهذا الشكل”.
وتساءل صلاح إبراهيم “لماذا لا يتم رفع مقابل أعمال الملاحظة والمراقبة للثانوية العامة بشكل مجزي وقتها سيقبل عليها المعلمون ويتحملون معاناتها بصدر رحب، ولكن الواقع الآن أنه لا أحد يريد المشاركة بها والأمر يتم رغما عن إرادة المعلمين”.
وقال أحمد سعيد : ” إستخرجت شهادة قومسيون طبي تقدمت بها للإعتذار عن أعمال الملاحظة التي تم إنتدابي لها، فما شاهدته من معاناة العام الماضي سواء من مشقة السفر أو عدم آدمية الإستراحات جعلني أستبعد فكرة المشاركة ثانية”.
وقال محمد حسن: “بعد خصم ما أنفقه خلال أيام الإمتحانات من مصاريف إنتقالات ووجبات وخلافه، أجد أن المتبقي من المكافأة لا يستدعي كل هذا العناء والشقاء، بداية من ركوب أكثر من مواصلة في الحر ، ثم معاناتنا مع الطلاب وأهاليهم، أغلب المدرسين أصبحوا يكرهون إمتحانات الثانوية العامة وكل شخص يحاول البحث عن سبيل ليقبل إعتذاره، أما من لا يستطيع فالمعاناة في إنتظاره”.
وأكدت سهام علي : “المشهد اليوم كان غير آدمي ولا يليق بالمعلم، زحام وتكدس شديد وبطء في التعامل، مما إضطر المعلمات إلى الجلوس على السلالم فمنهن المريضة ومنهن من تحمل طفلها، كنا نتمنى تنظيما أفضل من ذلك”.
وإقترح أحمد ابراهيم محمد كبير معلمين ، بأن يتم تقديم الإعتذارات عن طريق مديري المدارس ، لتخفيف الزحام والإختلاط ، وعند تقديم الإعتذار يكون هناك بديل ، ثم ترفع لرئيس اللجنة لقبول العذر والبديل ، وهذا سيخفف من التجمعات حفاظاً على صحة المعلمين ، خصوصاً وأننا لازلنا نواجه كورونا.