كتبت تحية محمد
رفقًا بالمرأة المطلقة، رفقا بمشاعرها، رفقا بتلك الآلام المدفونة ،بداخلها ولا يعلمها إلا الله، كونوا عونا لها حتى تظل صابرة، على ما كتبه الله عز وجل عليها، ولا تكونوا عبئا عليها بسوء أخلاقكم،
فهي لم ترتكب إثما ولا عارا، ولم تأت بتشريع جديد، إنما هو تشريع رب العالمين.
قال ابن كثير رحمه الله قد أخبر الله تعالى أنهما إذا تفرقا الزوجان فإن الله يغنيه عنها ويغنيها عنه، بأن يعوضه الله من هو خير له منها، ويعوضها عنه بمن هو خير لها منه.
المرأة إن طلقت فطلاقها لم ينقص منها شيئا، ولم يقلل مِن أنوثتها، طلاقها لم ينه حياتها ولم يهدمها، بل ربما كان طلاقها حياة لها وخيرا مِن زواج كانت فيه شبه حياة،والذي يهدم المرأة المطلقة هي تلك النظرات الخبيثة التي تحمل في طياتها الشماتة، وتلك الأفعال الجارحة ،التي تتلقاها من القريب قبل الغريب، وكأن أولئك الذين ينبذونها ،ضمنوا لأنفسهم السعادة، كأنهم ضمنوا السلام من الابتلاءات.
جديراً بالذكر أن الطلاق للمرأة ليس نهاية الدنيا ولا نهاية المطاف، وليس الطلاق كما يدعي البعض أنه خراب للبيوت، بل هو الصلاح والخير لكثيرٍ مِن المشكلات، لا حل لها إلا الطلاق، نعم يكون صعبًا، لكن لنجتنب الأصعب، فكم مِن مشكلة كان الطلاق حلها، لكن خوفًا مِن نظرات الناس، أقيمت البيوت على ما فيها من فساد حتى أدى ذلك إلى فساد أعظم.
كثير من الناس يظن أن المرأة المطلقة، تحمل الحسد والحقد، فتارة يبتعدون عنها، وكأنها أصبحت وباء، وآخرون ينتقصونها،وبذلك يزيدونها جراحا إلى جراحها،وذلك يرجع إلى قلة الدين وتدني الأخلاق؛ فرقية وأم كلثوم بنتا النبي صلى الله عليه وسلم طلقتا، وأسماء بنت الصديق، رضي الله عنهما طلقت وكانت زوجة الزبير بن العوام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأسماء بنت يزيد الصحابية الجليلة وهي خطيبة النساء لحسن بيانها، وفصاحتها، طلقت أيضا، فالطلاق لا يقلل مِن قدر وقيمة المرأة إطلاقا، ولربما فيه الخير لها إن احتسبت وصبرت، فيعوضها الله خيرًا، وإن كانت المرأة المطلقة في أعين الناس صغيرة، فهي كبيرة عند الله، بإيمانها وتقواها وصبرها على ما أصابها.