كتب : بشير حافظ
شارك الأستاذ الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق ، في مؤتمر بيت العائلة المصرية بمناسبة مرور 10 أعوام على تأسيسه ، بقاعة مؤتمرات الأزهر، وذلك بحضور المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق ، فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدداً من قيادات الأزهر والكنيسة وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة.
بدأت الفعاليات بالسلام الوطنى أعقبها كلمة للمستشار عمر مروان وزير العدل ألقاها نيابة عن معالى دولة رئيس الوزراء ، أعقب ذلك فيلم تسجيلي عن بيت العائلة المصرية وأبرز الإنجازات ، تلاها كلمة للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ثم كلمة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف .
وفي لمسة وفاء تم تكريم من كان لهم دوراً بارزاً في مسيرة بيت العائلة المصرية وعلي رأسهم قداسة البابا شنودة الثالث ، الأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والأمين العام لبيت العائلة المصرية سابقا ، الأستاذ الدكتور محمود عزب المنسق العام لبيت العائلة المصرية الأسبق و الأستاذ الدكتور أسامة العبد شارك في صياغة اللائحة الخاصة ببيت العائلة المصرية.
وخلال كلمة المستشار عمر مروان وزير العدل التى ألقاها بالنيابة عن دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور مصطفى مدبولى أشار إلى أن بيت العائلة المصرية فكرته تقوم على تنفيذ القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، مع بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية، بما يناسب حاجات الشباب والنشء، ويشجع على الانخراط العقلى فى ثقافة السلام، ونبذ الكراهية والعنف، والتعرف على الآخر وقبوله، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطنى البلد الواحد، فضلًا عن رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعى.
من جانبه أكد رئيس جامعة الزقازيق أن بيت العائلة المصرية يجسد قوة النسيج المصرى فى وطن يقوم على أساس ترسيخ قيم الولاء والانتماء ،حيث يهدف بيت العائلة المصرية إلى الحفاظ على النسيج الوطنى الواحد لأبناء مصر، فضلًا على الحفاظ على الشخصية المصرية وصيانة هويتها، واستعادة القيم العليا الإسلامية والقيم العليا المسيحية، والتركيز على القواسم المشتركة الجامعة، والعمل على تفعيلها، وتحديد التنوع والاحترام المتبادل لحق الاختلاف – التكاملي، واستنهاض قيم المواطنة والتقاليد الأصيلة، وتقوية الخصوصيات الثقافية المصرية .
وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن بيت العائلة المصرية كان ثمرة لتفاهمٍ عميق مدروس بين الأزهر والكنيسة، التَقَيا فيه من أجل تحصين مصرَ والمصريين من فتنٍ أحدقت بالبلاد، ودمَّرت مِن حولنا أوطانًا ومجتمعاتٍ، بل وحضاراتٍ ضاربةً بجذورها في قديم الأزمان والآباد، وراح ضحيَّتَها الملايينُ من الأرواح، والآلافُ من المشوَّهين والأرامل واليتامى، والفارِّين والنازحين عن دِيارهم وأوطانهم ، مضيفاً أنه من خلال فروع بيت العائلة المصرية فى محافظات عديدة، وبالمشاركة الفعَّالة مع مُبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، فى يناير من العام الماضي، والتى نأمل أن يكون لبيت العائلة نصيبٌ ملحوظٌ فى تحقيقها وإنجاحها بمشيئة الله تعالى وإرادته ..
وأوضح قداسة البابا تواضروس الثانى خلال إلى أن بيت العائلة قام بأنشطة عديدة وله محصول وافر بفعاليات مثمرة خلال الـ10 سنوات الماضية ولعل من أهم هذه الفعاليات التي جمعت الآباء الكهنة والقسوس مع أصحاب الفضيلة والشيوخ لقاءات لعدة أيام مما رسخ المحبة وفهم الأخر وخلق المودة بينهم ، مشيراً إلى أنه يقترح أن نتبنى جميعاً فى العقد الجديد منهج أصيل فى التوعية وبناء الانسان، ويدور هذا المنهج حول 5 عناصر أساسية هي محبة الله وكيف نغرس محبة الله فى القلوب، وثانيا محبة الطبيعة والبيئة التي نعيش فيها وثالثاً محبة الإنسان الآخر دون النظر من هوة الاخر كون أنه صنيعة يد الله ورابعا محبة الوطن والأرض التي نعيش فيها وخامساً محبة الأبدية التي نشتاق أن نكون فيها .
وشملت فعاليات المؤتمر ندوات وجلسات علمية مختلفة حيث بدأت بندوة بعنوان ” مواقف تاريخية : تطبيق عملى ” برئاسة الدكتور سامح فوزى ومعالى الوزيرة السفيره نبيله مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ، ثم ندوة بعنوان ” سماحة النص ودوره فى دعم السلام المجتمعى ” برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الصوينى وكيل الأزهر الشريف ، ويتحدث فيها القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية ، ثم ندوة بعنوان ” أثر المواطنة فى توطيد العيش المشترك ” يتحدث فيها غبطة البطريرك إبراهيم اسحاق سدراك بطريرك الأقباط الكاثوليك ، ثم ندوة إلى ندوة بعنوان ” التعاون بين بيت العائلة المصرية والمنظمة العالمية لخريجى الأزهر فى الحث على السلام ” يتحدث فيها الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر ، إضافة إلى ندوة عن ” دور بيت العائلة المصرية فى الحفاظ على الوطنية ” برئاسة الدكتوره دينا عبد الكريم ، ويتحدث فيها الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية ، ثم جلسة عن ” دور بيت العائلة المصرية فى مواجهة العنف ضد المرأة ” تتحدث فيها الدكتوره مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة ، ثم ندوة برئاسة السيد اللواء محمد سلامه وكيل هيئة الرقابة الإدارية يتحدث فيها عن ” دور بيت العائلة المصرية فى مواجهة الفساد .
جدير بالذكر أن فكرة بيت العائلة المصرية جاءت أثناء زيارة وفد الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إلى قداسة البابا شنودة الثالث فى شهر يناير ٢٠١١م، لتقديم العزاء له فى شهداء كنيسة القديسين، حيث قام بعرض فضيلته الفكرة على قداسته ولقيت ترحيباً منه، وبدأ التنفيذ الفعلى لتحقيقها، وتم تأسس بيت العائلة المصرية بعد وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء عام 2011 .