كتبت – مريم ناصر
امتزج عبق الروح بوهج الحرف، فأصدر الشاعر العُماني “حمد بن محمد الراشدي” ديوانه الشعري الجديد “خِلال وظِلال”، ليُثري به المكتبة الشعرية العُمانية، ويقدم عملًا يتنفس صدق المشاعر، ويتغلغل في عمق التجربة الإنسانية والروحية.
ويتنقّل الديوان بين الروح والوطن، حاملًا بين طياته 36 قصيدة تنوعت في مضامينها وأغراضها الشعرية، لم يحصر الشاعر نفسه في إطارٍ شعريٍ واحد، بل نسج لوحات شعرية تجمع بين الديني، والوطني، والإنساني، والتأملي، في دلالة على غنى تجربته وتنوع رؤاه في قراءة الحياة والعالم من حوله.
في قصائد التأمل الروحي، يستلهم الشاعر أسماء الله الحسنى ويتأمل في عظمة الخالق، مستخدمًا لغة شفّافة وعميقة تلامس وجدان القارئ وتدعوه للغوص في معاني الإيمان والوجود.
أما عن القصائد التي تتناول السيرة النبوية، فيسافر “حمد بن محمد الراشدي” في أجواء الرسالة المحمدية، مقدمًا مشاهد من حياة النبي بأسلوب شعري رقيق ينسج بين الماضي والحاضر بُعدًا إنسانيًا ساميًا.
عُمان.. الحضور الأبدي في قلب القصائد
يحجز الوطن لنفسه مكانة بارزة في هذا الديوان، حيث يُعبر الشاعر عن حبه واعتزازه بعمان، مسترجعًا أمجادها وتاريخها الزاخر، ومتأملًا في نهضتها ورموزها الوطنية التي تركت بصمة خالدة في الوجدان العُماني.
تجربة شعرية تتناغم فيها الأوزان والصور
يمتاز ديوان “خلال وظلال” بغناه الفني، حيث يوظف الشاعر مختلف بحور الشعر العربي، مثل الطويل، الكامل، والبسيط، في دلالة على إلمامه العميق بعلم العروض، وقدرته على تطويع الأوزان بما يخدم المعنى والفكرة بسلاسة وإتقان.
أما اللغة فهي مزيج بديع من الفصاحة والدفء، إذ يحرص الشاعر على اختيار مفرداته بعناية، محافظًا على عفوية القصيدة وموسيقاها التي تنساب بانسجام.
إهداء يعبّر عن روح الديوان
في مفتتح الديوان، يهدي الراشدي عمله بكلمات نابضة بالصدق، إلى كل “محب للكلمة شعرًا، والبيان سحرًا، والقصيد خلالًا، والحياة ظلالًا”، مُلخّصًا في عبارته تلك الروح التي يتوجّه بها إلى عشّاق الشعر الأصيل.