كتبت : أميمة ضياء
” بيومي” شاب يبلغ من العمر 18 سنة، قصته أثارت الجدل بين أهالي مشتول السوق، وجذبت إنتباه الجميع، هى قصة الشاب الذى أنهى حياته قبل بدئها، وحرم نفسه وسنه مما يستحق أن يعيشه، وقرر أن يلقي بنفسه فى طريق لا يناسبه، لكن شهوات النفس والحياة غلبت على أمره، والأفكار الشيطانية بدأت تخيل له حياة الرفاهية والسعادة، إذا سلك طريق الذاهب فيه لم يعد.
تروي جريدة “عيون الشرقية الآن” لقرائها تفاصيل حكاية التاجر الصغير، “بيومي” شاب عمره 18 سنة، من عائلة متوسطة الحال، قضت ظروفه بأنه لابد أن يعمل، فقرر أن يعمل بأحد المخابز، وأصبح العمل فى أحد المخابز هو منواله اليومي، وكان يقتضي على ذالك أجر معين مقابل عمله، فكان هذا الشاب يقتضي أجره حامدا شاكرا ربه على ما يكتسبه من عرق جبينه، إلا أنا الأطماع، ومشقة الحياة وكثرة المتاعب، أخذت تمارس دوره بخاطر “بيومي” ذات يوم من الأيام، بدأت الأفكار الشيطانية تلعب بذهن الشاب الذي لا يفهم الحياة جيدا، ولعب فيها دورا غير دوره، مرتديا فيها ثيابا لا تليق بسنه، وقناعا خافيا لملامح عمره الحقيقيه،وجاء يوما اشتد الحال بهذا الشاب وكثرة به الهموم، وتحمل المسؤولية، وشعوره بالملل من الدور الذى يحاول أن يجيد التمثيل فيه، ويؤدي فيه بإتقان، هو دور الرجل الذى يجب أن يكون كل حرف من حروف تلك الكلمة يحمل العديد من المسؤوليات والإلتزامات، ومن كثرة ما دارت هذه الفكر بخاطره، ما به إلا ما رأى طريق الضياع، يفرد له جناحيه، ويرحب بيه، ورسم له حياته الجديدة فى صور كاريكاتيريه، تم عرضها في مسلسل متواصل الحلقات على ذلك الشاب الذى لا يدرك أدوار الحياة، ولا يفهم معناها، بعدما شاهد “بيومي” واقع حياته الذى يتغير من الإحتياج والفقر إلى حياة الرفاهية والسعادة، حياة مليئة بالغنى والترفي، فما به إلا أنه قرر سلوك هذا الطريق، الذي يحول واقع حياته، من مجرد عامل بمخبز إلى تاجر يقوم بالتجارة بما هو ليس ملكا له، عن طريق جمع ما هو ملك للحكومة والمواطنين.
بعدما قرر أن يكبر من نفسه، ويصنع لنفسه مكانه وسط الكبار، قرر أن يقوم بتجميع شكائر الدقيق المحظور ببيعها، وتخزينها، ومن ثم يقوم ببيعها فيما يسمى بالسوق السوداء، بأسعار باهظة، ومن هنا يصنع لنفسه مكانه، ويلعب الحظ دوره معه، ومن بعد يحقق أهدافه ويعيش حياة الثرى، ولكن “تثير السفن عكس ما تشتهي الأنفس” وتنتهي حلقة مسلسل شاب 18 قبل الوصول إلى منتصفها، هو اليوم الذى لم يكن فى مخيلته، الذى رسم طريقه فيه، دون أن يضع في الإعتبار بأنه سيتم كشف أمره، وسقوطه أثيرا لهذا الطريق الخطأ ‘واعتقاده بأنه بعيد عن الأنظار، وسيمارس مهنته الغير مشروعة بحرفية وبدون أي شكوك من أحد، ولكن الواقع يفاجأ “بيومي” بما هو كان بعيد عن فكره، اليوم المشهود، يوم تلقى الرائد “شادي الكفراوي” بلاغا يفيد بقيام “عبدالحميد صلاح عبدالحميد بيومي” بالتجارة فى دقيق مدعم، بأسعار باهظة الثمن، وبذالك أخطر الرائد “شادي” رئيس مباحث مركز شرطة مشتول السوق، اللواء محمد والى مدير المباحث الجنائية، وبدوره تم إخطار اللواء عبدالله خليفة مدير أمن الشرقية، وعلى الفور أصدر تعليماته الأمنية، بعمل اللازم وسرعة القبض على ذالك المتهم الذى يحاول إستغلال المواطنين والتجارة بما ليس هو ملكا له، وبذالك كلف فريق بحث جنائي بعمل التحريات اللازمة، قاده الرائد “شادي الكفراوي” ومعاونيه ملازم أول أحمد جعفر، والتى أفادت صحة البلاغات والمعلومات عن قيام عبدالحميد صلاح عبدالحميد بيومي 18 سنة، ومقيم بندر مشتول نطاق دائرة المركز، بحوزته 7 شكائر دقيق مدعم إستخراج 82%محظور بيعه، وذالك عن طريق قيامه بتجميعه، لكي يقوم بالتجارة فيه في السوق السوده، وبتكثيف الجهود، ووضع الخطط المحكمة من قبل ضباط مركز شرطة مشتول السوق، قد تمكنوا من ضبط المتهم بحوزته ما يثبت تجارته الغير مشروعه، وسلوكه طريق الخطأ، وتم التحفظ على المضبوطات، تحت تصرف النيابة العامة لتولى التحقيقات مع المتهم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5658 جنح مشتول السوق.