37 عاماً مضت على تحرير سيناء من أنياب الإحتلال الصهيوني ، وللأسف الكثير منا ليس له من هذه الذكرى العطرة- فى أيامنا الحالية- سوى مشاهدة الأفلام المعروضة إحتفالأ بها، ويخفى على الكثير كواليس غاية فى الأهمية عن تلك الأحداث وما قبلها، ويجهل الكثير أن سيناريوهات الحرب وما قبلها لم تنته حتى الآن.
ما يجب أن نعلمه جميعا أن الحرب على مصر لا تنحصر فى إحتلال الأرض فقط، فحتى بعد تحرير سيناء منذ 37 عاما إلا أننا مازلنا نواجه قوى شر جديدة، منها المعلوم ومنها الخفى، جميعها يسعى لتكدير السلم والأمن وتعطيل مسيرة التنمية، ويسعى للزج بنا إلى غياهب أسوأ وأشر من الاحتلال.
إنطلقت مبادرة التنمية الشاملة فى سيناء، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقضى على فلول الإرهاب وتمهد الطريق لبناء مصر الحديثة وتعمير أرض الفيروز، وعادت سيناء آمنة مستقرة وتطهرت من دنس الإرهاب الأسود، يحميها رجال عقيدتهم “النصر أو الشهادة”، تتقدم بخطوات ثابتة نحو مستقبل أفضل يقوم على البناء والتعمير، عادت معه الحياة إلى طبيعتها بدءا من العملية الشاملة “سيناء 2018″، وحتى الحصاد بإفتتاح المشروعات التنموية يوم بعد يوم، الشوارع والميادين والأسواق عادت تنبض بالحياة، إنتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات، دارت عجلة الإنتاج بالمصانع، عاد التواجد الأمنى المكثف ليعكس حالة الهدوء والإستقرار .
حركة التنمية في سيناء بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى غير مسبوق ووصلت التنمية لمناطق لم تصلها من 40 سنة، ويأتي على رأسها أنفاق قناة السويس التي أصبحت بمثابة شريان حياة يمد سيناء بجميع ما يجعلها تنبض بكل طاقة وحيوية، وشمل مخطط تنمية سيناء استصلاح 400 ألف فدان وتوفير الموارد المائية والبنية الأساسية لإقامة مشروعات سكنية وسياحية وصناعية وزراعية وتعليمية كبرى.
نتحدث عن كل ربوع مصر كيفما نشاء، إلا أن الأمر يختلف حينما تذكر سيناء، حيث إن ما شهدته أرض الفيروز على مر التاريخ يجعل الحديث عنها صعبا، فلن يستطيع أحد منا مهما كانت درجة بلاغته وإلمامه بالتاريخ أن يتحدث عنها حديثا وافيا.. على مر التاريخ ومنذ القدم ظلت سيناء محور صراعات ومحط أطماع الكثير، حتى أصبحت في العصر الحديث مكسبا لكل جائر ومستعمر يحلم بالوصول إليه، حيث رأينا شراذم الإرهاب الأسود تتخذ منا ملاذًا آمنا ينشرون منه أفكارهم المسمومة وأعمالهم الإجرامية. ومنذ عقود وجدنا جميع القوى الاستعمارية من الخارج تسعى للسيطرة عليها والاستفادة من موقعها الجغرافي والاستراتيجي الفريد للتمكن من السيطرة على المنطقة بأكملها ومد الأذرع في 3 قارات بوقت واحد، بدءا من الحرب العالمية الثانية ووصولا إلى حرب 48 ثم العدوان الثلاثي وحتى أكتوبر 73 ومساندة القوى العظمى لإسرائيل آنذاك ضد مصر لاستمرار سيطرتهم وهيمنتهم على أرض الفيروز.
إننا ونحن نحتفل اليوم بعيد تحرير سيناء كاملة من الإحتلال الصهيونى بالحرب والسلام وبالقانون الدولى ، كما حدث فى معركة طابا القانونية الشهيرة ، إنما نحتفل بالعيد الأول لتحرير سيناء ، بينما نؤسس اليوم لتحريرها من جديد من ربقة الفقر والفراغ والإهمال والتصحر ، فمن خلال سياسة التنمية الشاملة التى يقودها الرئيس السيسي ومن خلال إستراتيجية ربط سيناء بالدلتا والوادى ، تتحر سيناء الحبيبة مرة ثانية من الاستعمار الأخطر الذى يبقيها شبه منفصلة عن بلدها وغائبة عن النمو والتطور
تحية لكل شهدائنا الذين قضوا دفاعا عن تلك البقعة الحبيبة من بلدنا ، وتحية واجبة للقائد العظيم البطل الذى أطلق مشروع التنمية الشاملة لربط سيناء عضوياً وعمرانيأ بسائر الجسد المصرى.