كتبت – شيماء عبده الصباغ
تعد مدينة القرين داخل محافظة الشرقية ذات قيمة تاريخية عريقة حيث أنها هي سهل لجبل الصالحية وطريق يسمى ديار الشامية بمعنى طريق بين مصر ودول الحجاز والشام لمرور القوافل التجارية بها وقد قتل السلطان بيبرس السلطان قطز في باطن جبل الصالحية الذي يسمي حاليا «مدينة القرين»، ومرت بها السيدة مريم في الرحلة المقدسة بصحبة السيد المسيح ويوسف النجار، ومر بها عمرو بن العاص هو وجنوده في فتح مصر ومكثو فيها بعض الأيام وتركو فيها قافلة صغيره قامت بزراعة النخيل ومع مرور الزمن ازدهرت زراعة النخيل بها.
ويوجد بالمدينة الكثير من أنواع البلح وأشهرها «الحياني – العمراني – العجلاني – صفرمين- بنت عيشه» وكثير من أنواع البلح الذي لم يتم التعرف على اسمها يطلق عليه اسم «مجهلة» أي مجهول الاسم.
وتقوم صناعات حرفية كثيرة على النخيل منها «البلح وبيعه – وعمل العجوه منه حيث يقبل الكثير علي شراءها لفوائدها الغذائية العاليه وتقوم الاهالي بصناعه الاقفاص – وعمل الكراسي وترابيزات من الجريد – وصناعه المقاطف من الخوص واستخدام صبات البلح في عمل المقشات – واستخدام ليف النخيل في صناعه كثير من انواع الحبال – واستخدام جزع النخيل في عمل اسقف المنازل واعمال الديكور في عمل أماكن للسياحة في الفنادق» وأيضاً الاستفادة من أكل الجمار الذي يوجد في رأس النخلة حيث المزاج المميز له واستخدام نوى النخيل في استخراج زيت النخيل والاستيارين الذي يدخل في صناعة «الصابون» واستخدامات أخرى له كوقود للافران لعمل الخبر في أفران البيوت وصناعات كثيرة أخرى بدائية وإعداد النخل تتخطى المليون نخله في القرين حيث يعتبر من أهم مصادر الدخل لمدينة القرين.
نجحت زراعة النخيل في مدينة القرين حيث أن الأرض الرملية تساعد على نمو النخيل بسرعة شديدة، حيث وصول الجذوع بسهوله إلى باطن الأرض حيث المياه الجوفية، التي تساعد في نمو النخيل نظراً لامتداد جذوع النخل لمسافات طويلة.
ويمتاز النخيل بشكله الدائري المميز بسبب كثرة جريد النخل ويزيدها شكل جمالي أكثر عندما يبدأ الثمار في مرحلة النضج، حيث ألوانه الجذابة مثل اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي والأسود، مما يزيد النخله جمالًا وإقبال الناس على شراء البلح لفوائده ومزاقه الطيب، حيث أن أشجار النخيل من الأشجار المعمرة وتعيش من 70 إلى 100 سنه مما يعود السبب إلى إهتمام المزارعين للنخيل وثمارها الذي يدور عليهم الدخل الوفير حيث يقوم المزارعين بزراعة النخيل، حيث يعد إقتصاد كبير وطويل الأمد وأن النخيل هي شجرة لا تنتج الثمار إلا بعد حوالي عشر سنوات من زرعها ويصل طول النخيل أحيانا إلى ثلاثون متر.
وتتمثل القيمة الغذائية للبلح في تخفيض الكلسترول بلدم ويساعد علي علاج الأوعية الدموية وعلاج أمراض القلب والوقاية من السرطان وعلاج الحمى والالتهابات وفقدان الوعي، بالإضافة إلى الإضطرابات العصبية، حيث تعتبر مصر المصنفة رقم واحد عالمياً في إنتاج وتصدير البلح حيث يعد دخل مهم ونوع من أنواع التنمية، حيث يكون عليه صناعات كثيرة كما عرفناها من قبل.
يعد التمر هو ثمرة أشجار النخيل وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية، اعتمد العرب عليها في حياتهم اليومية وأوصى الرسول محمد أصحابه بأكل التمر لما فيه من فوائد، وقد غدا التمر ولا يزال الطعام المفضل للإفطار عليه في شهر رمضان، وكما يتناولونه العمال أثناء عملهم من أجل تخفيف التعب وإعطائهم السعرات الحراريات الكافية.
ومن الفوائد الأخري للتمر أن النساء العربيات تتناوله خلال فترة حملهم من أجل تغذية نفسها وتغذية الطفل في أحشائها والمساعدة على تحمّل آلام الولادة، وذلك كما ورد ذكر التمر في القرآن في سورة مريم حيث أن السيدة مريم العذراء تناولت الرطب لتخفيف حدة ألم ولادة المسيح حيث أوحى لها الله بأن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني فتأكل منه وتشرب وتقر عين